بلغ عدد الأصوات الملغاة التي تم إحصاؤها في انتخابات 7 أكتوبر الجاري زهاء 942,155 صوت، وهو ما يعني أن شريحة كبيرة من المواطنين كان لها رأي آخر في الانتخابات البرلمانية الماضية التي أسفرت عن تصدر حزب العدالة والتنمية بحصوله على 125 مقعدا. واعتبر مصطفى اليحياوي أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، أن جزء من تلك الأصوات الملغاة هو تعبير سياسي لا يختلف عن الذين أدلوا بأصواتهم لفائدة مرشح معين، مشيرا أن رقم الأصوات الملغاة كبير جدا ولا يعني أن كل تلك الأصوات الملغاة هي نتيجة أخطاء وقع فيها المصوتون عن جهل بكيفية التصويت. وأوضح اليحياوي في تصريح لجريدة "العمق" أنه لا يمكن أن نعتبر تلك الأصوات الملغاة هي شيء عاد لأخطاء وقع فيها الناخبون أثناء التصويت، بل إن عددا مهما من تلك الأصوات تتضمن تعابير ومواقف سياسية يتم تدوينها على ورقة التصويت، وهو ما يعني أن التصويت بالورقة الملغاة هو أيضا تعبير خاص من لدن شريحة مهمة من المواطنين لم تجد في العروض السياسية والبرامج ما يروق لها. يشار أن نسبة الأصوات الملغاة برسم الانتخابات التشريعية لسنة 2011 بلغت 18 بالمائة، ضمن 5 ملايين مغربي أدلوا بأصواتهم، فيما بلغت نسبة الأصوات الملغاة برسم الانتخابات الجماعية لسنة 2015 زهاء 11 في المائة، في حين بلغ عدد الأصوات المعبر عنها برسم هذه الاستحقاقات حوالي 7.4 مليون صوت.