نزل خبر الحكم الصادر من محكمة الاستئناف بالحسيمة على الناشط في حراك الريف جمال أولاد عبد النبي بالسجن 20 سنة سجنا نافذة كالصاعقة على عدد من النشطاء بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" واصفين الحكم ب"القاسي جدا" في حق شاب يبلغ من العمر فقط 18 سنة. واجتاحت صورة الناشط جمال أولاد عبد النبي موقع "فيسبوك" بعد صدور حكم من غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالحسيمة يقضي بسجنه 20 سنة سجنا نافذة بعد إدانته بتهم ثقيلة من قبيل "إضرام النار في بناية آهلة وفي ناقلات بها أشخاص، وقطع طريق عمومي وممارسة العنف في حق رجال القوة العمومية نتج عنه جروح، وإتلاف وتعييب أشياء مخصصة للمنفعة العامة، والعصيان المسلح والتحريض وحيازة السلاح في ظروف من شأنها المس بالأمن العام". وفي هذا الصدد، قال الناشط محمد المساوي، إن "20 سنة التي حكموا بها على جمال اولاد عبد النبي قبل يومين من العيد هي بمثابة سكين وُضع على رقبة قادة الحراك المعتقلين بسجن عكاشة والذين يباشرون حوارا مع عيوش وكمال لحبيب". وأضاف عبر صفحته ب"فيسبوك"، أن "هذا الحكم أريد منه أن يُشهر في وجه المفاوضين بمثابة بروفة لما ينتظرهم إن هم أصروا على مواقفهم ومطالبهم، وكأن لسان حال هذا النظام يقول : ان كان بعض معتقلي الحسيمة وصلت مددهم السجنية الى 20 سنة، فأنتم في سجن عكاشة انتظروا المؤبد او الاعدام إن أصررتم على مواقفكم ومطالبكم..". واعتبر المتحدث ذاته، أن "هؤلاء ماضون في زرع الندوب، ماضون في تأبيد الحكرة والاحتقان، ماضون في زرع أسباب التمرد والانتفاض في وجه هذا النظام"، مضيفا بالقول:"قد تعتقلون من تشاؤون وقد تقتلون من تشاؤون وقد وقد..، لكنكم أبدا لن تنالوا ما تريدون، سيظل الريف شعلة لن تنطفئ حتى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة…". ومن جهته، قال محامي دفاع معتقلي حراك الريف، عبد الصادق البوشتاوي، تعليقا على الحكم الصادر في حق الناشط جمال أولاد عبد النبي، إن" 20سنة سجنا نافذة حكم لم يصدر حتى في أوج الانتهاكات الجسيمة التي عرفها المغرب وحتى على بعض المشاركين في انقلاب الصخريات سنة 1971″. واعتبر ناشط أخر على الفضاء الأزرق أن الحكم هو "تمهيد للرأي العام لتقبل الأحكام الثقيلة التي سيتم إنزالها على #ناصر_الزفزافي وباقي الوجوه المعروفة من قادة الحراك… لكن على الدولة وهي تنحو هذا المنحى الانتقامي الخطير أن تذكر أن الانتقام يولد الكراهية، وأن الكراهية مقدمة الخراب". يذكر أنغرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الحسيمة، أصدرت مساء أمس الثلاثاء، أحكاما تراوحت ما بين سنة واحدة و20 سنة سجنا نافذا في حق 9 نشطاء في حراك الريف. وقضت المحكمة، بالسجن النافذ لمدة 3 سنوات في حق كل من فريد آيت عمر أوعيسى وصلاح شعبوت وعبد الحي أحدوش وعابد بنيوسف، كما أدانت بالسجن النافذ لمدة سنتين 3 نشطاء وهم انور أمجوط وسعيد المرابط وشاكر العيادي، فيما أدانت الناشط وضيف الكموني بسنة واحدة سجنا. كما أدانت المحكمة، الناشط جمال ولاد عبد النبي بالسجن النافذ لمدة 20 سنة، بعد متابعته بتهم إضرام النار في بناية آهلة، ووضع متاريس في الطريق العمومية لقطع الطريق. وتابعت المحكمة باقي النشطاء، بتهم التظاهر غير المرخص والعصيان والتجمهر المسلح وقطع الطريق وتعييب أشخاص مخصصة للمنفعة العمومية، وإهانة أفراد القوات العمومية.