اعتبر المحلل السياسي، حسن طارق، أن جزءا من الناخبين الذين لا ينتمون لحزب العدالة والتنمية، صوتوا على رمز المصباح ك"مقاومة للتحكم"، مشيرا إلى أن التصويت السياسي عاد بقوة في انتخابات 7 أكتوبر، وهو ما يؤشر على وجود تحولات عميقة نتيجة "تسييس طيف واسع من المجتمع بعد 20 فبراير". وأضاف البرلماني الاتحادي السابق، في تصريح لجريدة "العمق"، أن السلوك الانتخابي للمواطن أصبح يميل نسبيا إلى إعطاء تصويته معنى سياسيا، إذ لم تعد القبلية والنفوذ والمال والقرب من السلطة، تحكم السلوك الانتخابي للمواطن بتلك الحدة التي كانت سابقا، وهو ما جعل التنافس يتم بين المشاريع السياسية، مكرسا بذلك ما سماها ب"العودة التدريجية للسياسة داخل الحقل الانتخابي". طارق شدد في حديثه على أن كثافة التصويت السياسي حسب وصفه، أثبتت فعاليتها ليس فقط في فوز حزب ابن كيران، بل في "الانتصار على النظام الانتخابي الحالي"، حسب قوله. المتحدث، اعتبر أن نتائج 7 أكتوبر "تكرس واقع الثنائية الإنتخابية، ممثلة في تنظيمين سياسين يهيمنان على المشهد الحزبي، ويزيحان باقي الأحزاب عن الخريطة السياسية، معتبرا أن هذه الثنائية أثرت سلبا على باقي الأحزاب وتسببت في سحب القواعد الانتخابية لبعضها. واعتبر طارق أن فرضية التصويت العقابي في مواجهة العدالة والتنمية سقطت سقوطا مدويا، لافتا إلى أن الناخبين "لم يحولوا سلوكهم الانتخابي إلى موضوع للمساومة النقابية بين مصالحهم الاقتصادية وعروض الحكومة"، حسب قوله. وفسر أستاذ العلوم السياسية، سقوط فرضية التصويت العقابي على العدالة والتنمية، في التقاطب السياسي بين المصباح والجرار، وفي طبيعة خطابات ابن كيران، وعدم اقتناع الطبقات الوسطى بوجود بديل عن الإسلاميين، إضافة إلى التراجع الانتخابي الكبير لليسار.