اختلف المكان والزمان واختلفت معه أسباب الواقعتين ,حدث وقع في عاصمة الصحراء والأخر في عاصمة الاقتصاد فالأول كان نتيجة إحساس بالحق بانتهاك في الكرامة والعيش الكريم والحق في الشغل عبر بعث رسائل لمن يهمه الأمر فكانت الحافلة هي الملاد الأرحم لبعث وايصال المعانات التي يعاني منها المعطل في الصحراء عامة والعيون خاصة ليبعثو صورة راقية من التجديد في الفكر الإحتجاجي بعد اغلاق كافة المسالك التي تخول لهم الإحتجاج بطرق سلمية وقانونية والتي ينص عليها الدستور كأرقى وثيقة تحكم النظم السياسية في العالم في حين ان الواقعة الثانية حدثت في قلب اقتصاد المملكة وشريانها الدي لايتوقف وهي مدينة الدارالبيضاء التي خرج منها شبان فقدوا الشغل اولازالو يبحثون عنه اوربما ليس من مطالبهم ويظهروا للعالم ابشع صورة من التخلف والجهل وانعدام الأمن وتدني المستوى الفكري وانتشار الجريمة خصوصا وان الدولة تبحت عن موطئ قدم لها مند سنوات خلت لتكون من بين مصاف الدول الأكثر دخلا من عائدات السياحة عبر ترويج المملكة كقطب سياحي امن ومتنوع ودات وجهة فريدة فلا شك ان الواقعتين اربكت حسابات السلطات الحاكمة داخليا وخارجيا فواقعة العيون اظهرت ان الصحراء تعاني من البطالة والتهميش والإقصاء كما أظهرت ان تلميع الصورة اوتزيينها اصبح من الإستراتيجيات المستهلكة في زماننا هذا الدي احتكرفيه الإعلام البديل المبادرة ونقل الحقيقة للقارئ وايصالها بمحتواها الحقيقي والغير مزيف فقد حظي الحدث بتعاطف جماهيري كبيير وصدى واسع في وسائل الإعلام الوطنية والدولية بين مندد بالتدخل الأمني على المعطلين وبين متسائل عن الدعاية التي تسوق بأن الصحراء تعيش في نعيم بخلاف واقعة الدارالبيضاء والتي أظهرت صورة تحمل من الجريمة واركانها قبل مباشرة التحقيق فيها فمحاولة اغتصاب فتاة في واضحة النهار وامام انظار الراكبين والسائق هي صورة مهينة لكل مواطن ولكل مسؤول ولكل غيور على هده الأمة التي فقدت معالم الأخلاق وروح المسؤولية . فلاشك ان واقعة الحافلة تطرح لنا مجموعة من الإشكالات التي اصبح لزاما الإجابة عنها ،فمن المسؤول عن تدني المستوى الأخلاقي والتربوي لفئة الشباب ؟ ومن المسؤول عن اعاقة المسار الحقوقي في المغرب ؟ وما المغزى من اغلاق باب حرية التعبير والحق في التظاهر .؟ . ولا شك أن شباب اليوم هم رجال المستقبل وصناعه، وعليهم تعقد الآمال في النهوض بالأمة ورفعتها ومجدها، ولكن لابد لهم, إذا أرادوا أن يقوموا بهذه الأمانة العظيمة والمسؤولية الكبيرة, أن يأخذوا بأسباب النجاح والعزة، وإن من أهم العوامل التي تعينهم على بناء المستقبل وصناعة الحياة التحلي بالأخلاق الحسنة الحميدة التي جاء الدين الحنيف بالحث عليها والترغيب فيها؛ فهي خير ما أعطي الإنسان، وأفضل حلية يتحلى بها أهل الإيمان. للأسف الشديد اظهرت لنا حافلة الدارالبيضاء الانحطاط الأخلاقي والمستوى التعليمي المتدني بالإضافة الى سيطرة العقلية الإجرامية على عقول شريحة مهمة من المراهقين والدي كان الأولى لهم ان يكونوا في الصفوف الأمامية للدراسة ويتم تلقينهم معالم الأخلاق ومبادئه . في حين اظهرت لنا حافلة العيون شكلا احتجاجيا مختلفا لفئة من خيرة شباب المنطقة الدارسين والحاصلين على شواهد متوسطة وعليا مطلبهم الوحيد هو الشغل لإستعادة الكرامة والإحساس بالوجود. نستنتج من خلال الواقعتين ان هناك خلل تربوي وخلل على المستوى الاقتصادي الذي ادى لارتفاع نسبة البطالة ونتج عنه استياء واحساس بانتهاك في الحق بالعيش بكرامة. فتدني مستوى التعليم مشكل يتشارك فيه الجميع من دولة ومدرس وطالب ،فلاشك ان تراجع اهتمام الدولة لأهمية التعليم وعدم اهتمامها لأهمية تطويره من الناحية التقنية بالإضافة الى انخفاض مستوى المناهج التربوية كما التمسنا اكثر من مرة فقدان الرغبة من قبل الكادر التعليمي بممارسة التعليم زد على دالك افتعال الطالب للكثير من المشاكل داخل المدرسة مما يسيء للمدرسة ويظهرها كأنها مكانا للشجار وغيره بدلا من أن تكون مكانا لنشر العلم والثقافة. وهو ما نتج عنه جيل واقعة اغتصاب وسط الحافلة التي لازالت تداعياتها ماثلة إلى اليوم . أما الخلل من الناحية الإقتصادية فلا شك انه كان احد اسباب واقعة حافلة العيون فمن غير المنطقي نرى منطقة غنية بمواردها وثرواتها وتزخر بمؤهلاتها في ميادين متعددة يعيش شبابها ارتفاع هو الأعلى على مستوى البطالة حسب تقرير المجلس الإقتصادي والإجتماعي فغياب التنميّة المَحليّة للمُجتمع والتي تعتمدُ على الاستفادةِ من التّأثيرات الإيجابيّة التي يُقدّمها قطاع الاقتصاد للمُنشآت فلا يعقل ان نكون في القرن 21 وتكون اسباب سياسية وراء تحطيم احلام شباب يافع وطموحاته ليست محدودة ونظرته للمستقبل في داخلها من الطاقة مايلزم على الدولة اليوم قبل الغد تحريك عجلة الإستثمار بشكل فعال وبعيد عن الدعاية والتسويق للخارج وبصورة اكثر التزام ومسؤولية لأن اسباب خروج اهالي منطقة الحسيمة والشعارات التي رفعت والتي تدعو الى توفير الشغل والعيش الكريم و البحث عن الأسباب التي تمنع تنفيد المشاريع هو نفسه ما يقع اليوم في الصحراء وهو السبب داته الدي من خلاله ارتفعت نسبة البطالة وهو احد أسباب واقعة الحافلة بمدينة العيون التي لقيت تعاطفا جماهيريا داخليا وخارجيا عكس حافلة الدار البيظاء التي لقيت شجبا واستنكارا داخليا وخارجيا وبالتالي فالخلل من خلال تحليلنا للواقعتين كان اقتصادي وتربوي والدولة هي المسؤولة الأول والأخير عن الواقعتين ( الحافلتين ) .