لا نختلف عن مجرمي الحافلة في شيئ كلنا مجرمون، مغتصبون، ساديون، لذالك "باركا من تصاور" الكثير من أصحاب دموع التماسيح هؤلاء " لِّي دَيْرين فيها" مصدومين، مُغتصِبون بطرق أخرى كل في مكانه و إن لم يكون اغتصاب جنسي، يبقى مفهومه واحد، "خصنا نتعجنو" للحصول على أمل في مجتمع أفضل. خلَّف هذا الحدث ردود أفعال عرت الوجه القبيح لمجتمع تحت العناية المركزة، انقسمت الردود إلى قسمين الأول من دعاة المقاربة الأمنية وحدها أي معالجة السرطان "بالأسبرين" و ليس استئصال الورم من جذوره، والثاني تبريري للجرم لهذه الحالة و لحالات سابقة بدعوة الانحلال الأخلاقي و البعد عن الدين، و قلب الضحية إلى جلاد بدعوة اغراءه و أن أي لباس للفتاة لا يحترم المعاير الخاصة للذكر حسب مفهومه في الفضاء العام فهو دعوة مفتوحة من هذه "السَّافرة السَّافلة" لفعل ما يحل له وكأننا في غابة و ليس في مجتمع بشري بضوابط. لنأخذ الطرح الأول أعني المقاربة الأمنية، لكن السؤال الذي يجب طرحه هو… هل هذا هو الحل؟ هل وضع الجاني في السجن و معاقبته بأقصى العقوبات فقط، يُضَمِّض جراح الضحية؟؟ لا… نحن مُغتصِبون جميعا ليس هناك فرق بيننا وبين الفاعل الحقيقي، نتحول كلنا إلى مُغتصِبين بنظراتنا، نتحول إلى مغتصبين بأحكامنا، نتحول إلى مغتصبين بشفقة مَرَضية إلى المغتصبة، في مجتمع يعتبر أي مساس و لو تحت الإكراه بمنطقة ما بين الفخذين شيئ يجلب العار و أن صلاحية الضحية إنتهت وبالتالي مكانها إحدى المواخير أو الشقق المفروشة لأنها نجيسة و غير جديرة بالحب و الزواج، و بناء أسرة… لكل أشباه المتضامنين هؤلاء أقول اسأل نفسك لو أنك أحببت فتاة و تعرضت لهذا الموقف ( تعمدت عدم طرح الصيغة الأخرى أي أنها أخبرتك بما تعرضت له لأني أعرف مسبقا بحدس المجتمع المريض أن الجل لن يصدقها) هل ستكمل المشوار؟ أم أن موقفك لن يختلف عن باقي المرضى النفسيين اللذين يعيشون بيننا؟؟ إذا لم تنجح في هذا الإختبار فليذهب تضامنك مع فتاة الحافلة للجحيم. من جانب آخر مجرموا هذه الواقعة قُصَّار أي تحت سن 18 هذا طبعا ليس عذر، لكن التجارب أكدت أن إعادة تأهيل الأحداث بالمقاربة الأمنية وحدها و وضعهم خلف القضبان اتبثت فشلها حيث يخرجون أكثر وحشية مما سبق، لأننا نغتالوا فيهم الإنسان الذي بداخلهم، جراء أوضاع السجن، المغتصِبون بدورهم مغتصَبون اغتصبهم الفراغ، اغتصبتهم المخدرات، اغتصبهم التفكك الأسري، اغتصبهم اليأس جراء إجهاض أحلامهم، اغتصبهم الجهل، اغتصبهم انعدام حياة كريمة… لأصحاب الطرح الثاني أي التبريرين و البعد عن الدين و الفساد و العري والخلاعة وكل هذه المصطلحات أقول القرآن مليىء ب (أفلا لا يتدبرون، أفلا يعقلون، ألو الألباب، أفلا ينظرون…) و كل هذه الكلمات فهي مرادف للتفكير العقلاني البحث، لذا ادعوكم جميعا لكي نفكر في مسألة العري كما جاء بها الدين و نضعها تحت مجهر العقل… لماذا أمر ألله المرأة المسلمة باحترام معايير معينة في لباسها و لم يكتفي بذالك بل شمل أمره الرجل بغض البصر؟ أتدرون لماذا؟ لأن الله الذي هو أدرى بتركيبة البشر يعلم أن سيوجد في المجتمع الواحد، المتدين (ة) و الملحد (ة) و صاحب (ة)تأويل للدين مختلف عنك، وأصحاب توجهات فكرية مختلفة، و المسيحي(ة)، و اليهودي(ة)… إذن كيف ستفرض نمط حياة ونوع لباس معين على شخص لا يؤمن أصلا بما تؤمن به؟ لذا ضمانا للتعايش إذا لم يجد الرجل المتدين في المرأة المختلفة فكريا عنه ضوابط ما يؤمن به فإن عقال الأمر بيده أي غض البصر نقطة إلى السطر. فهم الدين يختلف من عقل لآخر، من مستوى تقافي لآخر فيه من يتمسك بالتفاصيل الصغيرة له وفيه من ينظر إلى أبعد من ذالك إلى المقاصد العليا…الدين إضافة لكن إن مَرَّ من غربال العقل، لدينا فهم خاطئ له حيث حرمة جسد المرأة متعلق بكم تعلو تنورتها على الركبتين؟ لم نتعلم إحترام جسد المرأة سواء كانت محجبة أم ترتدي " بكيني " فهو في الأخير جسد الغير و لا يحق لنا أن نقرر في أسلوب و طريقة لباسه ونمط عيشه فوجهة نظريه للحياة ليست وجهة نظرك، ليس لأحد السلطة في أن يقرر ماهو الصواب وما هو الخطأ، الصواب عندك ليس هو عندي بالضرورة، تقولوا لي هذا ليس كلامنا هذا كلام الله إذن اتركوا الناس ل الله. دمتم أوفياء للتساؤل