اعتبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنبعد الله، أن حزبه رفض أن تكون له صلة مبنية على الخضوع والتبعية لما وصفه ب"الناشئ السياسي الجديد"، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، معتبرا أن تحالفه مع حزب العدالة والتنمية جلب عليه عدد من المشاكل. وقال المتحدث في حلقة جديدة من برنامج "حوار في العمق" يُنشر هذا اليوم، "إننا تربينا في حزبنا على الدفاع عن استقلالية قرارنا، ونعتبر أنفسنا وطنيين وملكيين حتى النخاع ومتشبثين بالمؤسسات، ونقول إن المغرب يجب أن يتطور بديمقراطيته في إطار الاستقرار وليس في إطار أي مغامرة، ولم نكن نميل لأي صيغة انقلابية في تاريخنا". وشدد وزير السكنى وسياسة المدينة، في حواره مع جريدة "العمق"، على أن مصلحة البلد والدفاع عن الديمقراطية كانت تقتضي التحالف مع العدالة والتنمية في الحكومة، مشيرا إلى أنه سبق لحزبه أن تحالف مع حزب الاستقلال في الستينات، "يوم كان الميزان حزبا محافظا ومرجعيته وتقليدية، ولكنه كان حزبا وطنيا ويدافع عن دولة المؤسسات والديمقراطية، وقلنا هذا حليف يمثل طبقات وطنية لها مصلحة في أن ينفتح المغرب ويكون له اقتصاد قوي". وأضاف أمين عام حزب علي يعتة قائلا: "نفس الأمر وجدناه مع العدالة والتنمية، واعتبرنا أن هؤلاء الناس لا يجب أن تتركهم الدولة في الهامش، ودمجهم سيكون ربحا للبلد، ولا يجب أن نرتكب أخطاء الدول الأخرى"، لافتا الانتباه إلى أن حزب المصباح يمثل خمس المجتمع المغربي على مستوى صناديق الاقتراع بأزيد من 20 في المائة، وإدماجهم أدى إلى تليين مواقفهم وجعلها أكثر اعتدالا، على حد تعبيره. وأوضح بنعبد الله في حواره مع "العمق"، أن حزبه لم يتخلى عن هويته في تحالف مع "البيجيدي" ولم يفرط في الحريات العامة والفردية على مستوى القرارات المتخذة في الحكومة، مضيفا: "نحن جعلنا مواقف "البيجيدي" لينة في قضية الخادمات ودبرنا الأمور معهم بالتي هي أحسن". وتابع بنعبد الله الطامح للاشتراكية حديثه بالقول إن العدالة والتنمية في 2011 ليس هو نفسه في 2016، مشيرا إلى أنهم تأقلموا أكثر مع الواقع المغربي مع احتفاظهم بهويتهم ومرجعيتهم، "هم لم يصبحوا اشتراكيين ونحن لم نصبح إسلاميين، لكننا اجتمعنا بذكاء وثقة وإخلاص متبادل، ولا يوجد الضرب من الخلف بيننا، فلا يمكن التحالف مع حزب ومد اليد إليه بوضع رجل معه ورجل في الخارج، إذا كنت ستفعل ذلك فاخرج من الحكومة أفضل".