قال إن وزراء العدالة والتنمية هم من تأقلموا مع الحكومة وليس التقدم والاشتراكية من تنازل عن قيمه جدّد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، دفاعه المستميت عن رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران والتحالف مع العدالة والتنمية الذي يتعرض بسببه منذ سنتين لوابل من الانتقادات. وأكد بنعبد الله الذي كان يتحدث، مساء أول أمس الخميس، أمام طلبة كلية الحقوق السويسي بالرباط أن مهمة الإصلاحات التي دخلها المغرب بعد 20 فبراير ليست مهمة بنكيران لوحده، بل هي مسؤولية جميع الأحزاب والقوى الاجتماعية لأن «ما يُبنى اليوم، سيُفعّل غدا وأن القوانين التنظيمية ليست مسألة الأغلبية، بل كل البرلمان بفرقه»، داعيا في الوقت نفسه إلى تكاثف الجميع حول هذه القضايا. وأوضح بنعبد الله أن الحكومة جاءت لتنزيل أوراش الإصلاح التي وضعت أسسها المؤسسة الملكية في سبيل بناء دولة وطنية ديمقراطية. بنعبد الله وجه رسائله لفرق المعارضة قائلا: «من الصعب على أي أحد أن يعطينا دروسا ويزايد علينا في التحالف مع الإسلاميين»، موضحا «حاربنا الإسلاميين في الجامعات وخضنا معارك ضدهم في جميع الأوساط، وكان لدينا موقف من التيارات الأصولية بكونها تشكل خطرا على الديمقراطية، لكن هذا لا يمنع من عقد تحالفات معهم رغم أنه كان قرارا صعبا، واستمر النقاش حوله لمدة شهر كامل»، مستدركا بالقول، كنا على استعداد لخوض أي سيناريو لتسريع البناء الديمقراطي». بنعبد الله كشف أن التقدم والاشتراكية كان أمام خيارين إما اختيار طريق مواصلة الإصلاحات ولو بالتحالف مع العدالة والتنمية، أو التراجع والسماح بعودة التحكم في المشهد السياسي، الذي ظهرت بوادره منذ سنة 2008، في إشارة ضمنية لنشأة حزب الأصالة والمعاصرة. وحول تخلي شيوعيي المملكة عن قيهم جراء التحالف مع البيجيدي، قال بنعبد الله «بقينا محافظين على مبادئنا داخل الحكومة، ولم نفرط فيها ولم نتخذ أي قرار يمس بالحريات»، مؤكدا أن «وزراء العدالة والتنمية هم من تأقلموا مع الواقع الجديد داخل الحكومة»، مشيرا إلى أن الحكومة بنكيران لم تمنع الأفلام التي تم عرضها في مهرجان طنجة في إشارة إلى فيلم «جيش الإنقاذ»، للمخرج المجاهر بمثليته الجنسية عبد الله الطايع، رغم أن وزارة الاتصال من مسؤولية حزب العدالة والتنمية، كما أن الحكومة «لم تتراجع عن الحريات ولم توقف المهرجانات». ونفى نبيل بنعبد الله أي مسؤولية لحزب التقدم والاشتراكية في ما حصل داخل الكتلة الديمقراطية، مشددا على أن حزبه ليس هو من تخلى عن تحالفه مع حزبي الاتحاد الاشتراكي والاستقلال داخل الكتلة، داعيا الرجوع إلى الماضي القريب للوقوف عمن تحدث عن موت الكتلة.