بالمحطة الموريتانية، يكون المبعوث الأممي قد أنهى الشطر الأول من زيارته إلى دول المنطقة المغاربية المعنية بالنزاع في الصحراء، في إطار الجهود الأممية الرامية إلى بعث مسار المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من طرف الجزائر، قبل أن يحط الرحال بآخر محطة له في إسبانيا، ويعد تقريره الذي سيقدمه أمام مجلس الأمن الدولي في أبريل القادم، والذي سيتضمن تصوره لحل النزاع في الصحراء. إلا أن جولة روس الحالية، لم تخل من بعض المناوشات التي وصلت إلى درجة التهديد باللجوء إلى السلاح والحرب، بدل المساعي الأممية في حل النزاع بشكل سلمي وبما يلاقي رضا أطراف النزاع. إلى ذلك، وبالتزامن مع زيارة روس أرسلت إشارتان إلى الأممالمتحدة، وإلى المغرب أيضا، أولاها التهديد باللجوء إلى السلاح الذي تضمنته تصريحات وزير دفاع جمهورية الوهم محمد الأمين البوهالي خلال حوار أجرته معه وكالة الأنباء الجزائرية، معبرا صراحة عن استعداد البوليساريو لاستئناف الحرب ضد المغرب وبأنه لا يعوزها في ذلك السلاح، مشددا على أن عناصرها المقاتلة "لم تنس أساليبها القتالية"، وأن هذه المليشيات لديها "السلاح والتدريب الكافيين للدخول في مواجهة". ثم الإشارة الثانية، وهي التي صدرت عن الجزائر، عبر "الزيارة التفقدية" التي قام بها نائب وزير الدفاع الجزائري، رئيس أركان الجيش أحمد ڤايد صالح إلى المنطقة العسكرية الثالثة على الحدود مع المغرب بالتزامن مع جولة روس. ولعلها لم تكن مصادفة أن تتم زيارة المسؤول العسكري الأول في الجزائر إلى الحدود الجزائرية المغربية بالتزامن مع جولة المبعوث الأممي، رغم أن وسائل الإعلام الجزائرية حاولت أن تقدمها على أساس كونها "زيارة عمل" إلى منطقة بشار "للوقوف على مدى الجاهزية العملياتية لوحدات الجيش الوطني الشعبي"، وتفقد بعدها عددا من وحدات القطاع العملياتي جنوب تندوف، ويطلع عن قرب على حالة التجهيزات والمعدات وعلى ظروف تكوين وتدريب الأفراد"، وأيضا "للإطلاع على مستوى جاهزية الوحدات، من خلال المعاينة الميدانية للمنظومات الدفاعية وانتشار القوات بإقليم الناحية العسكرية الثالثة". وتعليماته ترمي في مجملها لتقديم أداء أفضل في سبيل السهر على حماية سيادتنا الوطنية، كما حث الجميع على بذل المزيد من الجهد واليقظة والاستعداد الدائم للتصدي لكل محاولات المساس بأمن واستقرار البلاد."