في الصورة مقاتلو البوليساريو في استعراض عسكري قرب تيفاريتي( أمس الجمعة) أكد محمد لمين البوهالي وزير دفاع انفصاليي "البوليساريو"، أن فشل المبعوث الأممي الجديد إلى الصحراء ، كريستوفر روس في دفع المفاوضات باتجاه تمكين "الشعب الصحراوي" من تقرير مصيره، يعني العودة إلى الحرب. وقال البوهالي، على هامش الاحتفال العسكري (الصورة) الذي أقيم أمس، في منطقة أخشاش بالقرب من المنطقة العازلة بتيفاريتي ، بمناسبة الذكرى ال33 لتأسيس "البوليساريو"، أن خيار الحرب يبقى الخيار الوحيد في حال فشل المبعوث الأممي. وأشار البوهالي إلى أن مقاتلي " الجبهة" ، قد طلبوا من المؤتمر الثاني عشر لجبهة البوليساريو الرجوع إلى الحرب دون تضييع الوقت، لأن حالة اللاحرب واللاسلم، حسبهم، لا تخدم "الشعب الصحراوي" على حد زعم البوهالي. وجاءت تصريحات "البوهالي" في وقت كشف فيه وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أن الموفد الأممي إلى الصحراء كريستوفر روس خلص عبر المحادثات التي أجراها في المغرب إلى "ضرورة تفعيل وتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1813" حول الصحراء. وأضاف الفاسي الفهري أن الزيارة مكنت "روس" من "الخروج بانطباعات تتمثل في الإجماع الوطني الحاصل حول القضية" مشيرا إلى أن الموفد الدولي "لا يتفهم الربط الذي تقيمه الجزائر بين ما هو ثنائي محض، من قبيل تطبيع العلاقات الثنائية وفتح الحدود، وبين تطور ملف الصحراء"، بيد أنه الفاسي الفهري عبر عن رغبة بلاده في "فتح مخيمات تندوف في الجزائر لتكريس المصالحة والتواصل بين الأهالي". وقال الفاسي الفهري إن جبهة "البوليساريو" ليست بتاتاً "الممثل الشرعي أو الوحيد لسكان الصحراء، بل على عكس ذلك هناك غالبية مغربية نشيطة"، في إشارة الى المتحدرين من أصول مغربية الموالين للسلطات المغربية. إلى ذلك أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري أن المغرب قدم مقترح منح حكم ذاتي للصحراء من أجل تجاوز حوار الطرشان. وقال الناصري الذي استضافته قناة "الجزيرة" أمس الجمعة في إطار "ضيف المنتصف" إن "المغرب اقترح شيئا جديدا يتجاوز حوار الطرشان يتمثل في الحكم الذاتي في اطار السيادة المغربية" . وأوضح أن هذا المقترح حظي بدعم مجلس الأمن والقوى العظمى باعتباره يوفر مناخا متجددا في التعامل مع هذا الملف معربا عن تفاؤل المغرب لكونه طور موقفه بتقديم مقترح جدي، تجسيدا لرغبته في التفاعل مع الأممالمتحدة لحل هذا النزاع . وقال الوزير إن "الهرولة وراء سراب إقامة دولة سادسة في المغرب العربي هو مضيعة للوقت ومضيعة للجهود" مضيفا "نريد أن نكون واقعيين ونريد أن يقتنع إخواننا الجزائريون وفي البوليساريو بأن المستقبل لا يمكن أن يكون إلا مستقبلا مشتركا وبضمانة أممية". وبخصوص فتح الحدود مع الجزائر، أعرب الناصري عن أسفه الشديد لكون الجزائر مازالت تتشبث بعدم فتح الحدود في الوقت الذي تقوم فيه مقاربة المغرب على أساس خلق دينامية جديدة من خلال فتح جسور التعاون والتفاعل بين الشعوب.