بالأمس القريب تطرق خطاب الملك إلى أنّ هناك مَنْ يُعطي تصريحاتٍ تمسُّ بسمعة البلاد و يعيش قيامةً ما إنْ تقتربْ مواعدُ الانتخابات .. و قبل أن يجف مداد الخطاب و في نفس اليوم ، بدأ إعلام التحكم يربط مضامين الخطاب بغضبة ملكية على رئيس الحكومة ، جازما بأن الرسالة موجهة إليه في موضوع تصريحه بوجود دولتين بالمغرب .. اليوم ، و في دوخةِ تلك القيامة و هولها ، أُصيبَ التحكمُ بِدُوارٍ شديد ، دُوارٍ فَقَدَ معه التمييزَ لِينفُثَ خُبْثَ سُمِّهِ في مشروعه ، ظانًّا منه أنه نَفَثَهُ في عدوه و خلا له الأمرُ ، فوشّحَ رئيسَ الحكومة بوسامٍ سامٍ ، و قَلّدَهُ شهادةَ تأكيدٍ لتصريحه السالف الذكر ، و ذلك من خلال مسيرةٍ فضحتْ كيدَ الأروقة و الصالات ، و أنه فعلا لدينا دولتان و داخليتان : داخليةٌ مؤطِّرَة للمسيرة و داخليةٌ "متبرئة" منها ، داخليةٌ جَيّشتْ و حرضتْ المتظاهرين ضد رئيس حكومة البلاد ، و وفّرتْ للغرض لوجستيكَ إداراتِ الدولة ، و داخليةٌ تنفي ، دون بلاغٍ كسابقيه ، أنْ تكون مسؤولةً عن المسيرة .. و يزداد الأمر داعياً لسخريةٍ بِطَعْمِ الأسى ، حينما نستحضرُ أن مصالحنا الأمنية حالتْ ، أكثرَ من مرة ، دون إزهاق عشرات الأرواح البريئة في أوروبا ، نظراً لدقة معلوماتها و خفة يقظتها ، فكيف تعَرِّضُ داخليّةٌ ثانيةٌ أرواحَ المغاربة ، في بلدهم ، لفتنة كبيرة ، الله وحده يعلم مداها ، حين باتتْ تستنفرُ بأطُرِها (القياد) و أعوانها (المقاديم و الشيوخ) جميعَ شرائح المجتمع ، من أجل إسقاط رئيس حكومة المغرب ، و هو هدفٌ يمكنهم بلوغُهُ ديمقراطيًّا لو كانوا نظيفين ، خصوصا و الصناديقُ قريبة تلوح في الأفق ..