لا شك ان اسم عبد المجيد الظلمي ظل مرافقا ومرتبطا باسم فريق الرجاء البيضاوي والمنتخب المغربي لكرة القدم، فرغم اعتزال الدولي المغربي منذ تاريخ 1991 إلا ان اسمه ظل حاضرا في جميع المحافل والتظاهرات يتداول هنا وهناك بين عشاق المستديرة الذين عاشوا معه مرحلة تواجده رفقة الفريق الاخضر والمنتخب الوطني، فان تكلم الجيل المشاهد والمشجع ما بعد اعتزال الظلمي عن وسط ميدان المنتخب إلا وحضر اسمه او لقبه (المايسترو او المعلم او الحكيم) قيمته ومكانته وأخلاقه وحكمته وتدبيره للعب وانجازاته ظل حاضرا وتوارثته الاجيال، بل حافظ على لقب احسن لاعب في تاريخ المنتخب شغل وسط ميدانه، فهو الذي جاور الجيلين جيل الهزاز وفرس وعسيلة …. وجيل بادو الزاكي، فحصد مع الجيل الاول لقب كاس افريقيا الوحيدة في رصيد المغرب سنة 1976 بإثيوبيا، وحقق مع جيل الزاكي التأهل التاريخي لدور الثاني من نهائيات كاس العالم بمكسيكو سنة 1986. يحكي المشجعون الذين حضروا ادائه ومهاراته عن رزانته وقوة شخصيته، عن تركيزه الذي كان يساهم في تمريرات وتوزيعات على المقاس ساهمت في حسم العديد من اللقائات، عن ملامح وجه التي طالما اخفتها كثافة شعره المعتادة، عن ابتسامته النادرة … كان رحمه الله قليل التصريحات يخفي الكثير في شخصيته التي كانوا يصفونها بالغامضة، فقليلا ما كان يتجاوب مع الصحفيين حول تصريح او موقف اتجاه اشياء تهم الكرة والنادي والمنتخب، كان بكل اختصار يحترم دوره داخل رقعة الملعب وهو الشيء الذي اعطاه امتياز الحفاظ على مكانه ومجاورة جيل الزاكي بعد الخسارة المذلة للجيل الاول امام الجزائر بالمغرب في عز الازمة المغربية الجزائرية. التحق رحمه الله بفريق الرجاء البيضاوي سنة 1971 عن سن يناهز الثامن عشرة، لينال الثقة ويلتحق فالعام الموالي بفريق الكبار وفي نفس العام اثار انتباه مسئولي الكرة الوطنية لتتم المناداة عليه وحمل قميص المنتخب الى غاية اعتزاله اللعب دوليا سنة 1988 بلغ عدد مشاركاته خلالها 140 لقاء ليكون صاحب الرقم القياسي لغاية اللحظة، التحق بفريق جمعية الحليب سنة 1987 انتقال رفضه وغضب لأجله عشاق الرجاء، وبعد سنوات اندمج فريق الرجاء والاولمبيك البيضاوي (جمعية الحليب) لينهي المايسطرو مشواره وقصته كلاعب للكرة بفريقه الام (1991). نال عبد المجيد الظلمي سنة 1992 جائزة اللعب النظيف من طرف منظمة اليونيسكو، وهو اول لاعب يتبوأ هده الجائزة حيث وطيلة مشواره في الملاعب والذي تجاوز عشرين سنة لم يتلقى اي بطاقة حمراء، وهذا فان دل على شيء فإنما يدل على نظافة اللاعب وجودة عطائه فكما كان لعبه كانت اخلاقه. ان حديثنا عن الظلمي وما خلفه للكرة الوطنية لا تكفيه اسطر في صفحة ولا في صفحات هو نموذج يجب ان يدرس لأجيال الكرة القادمة، لما خلفه من انجازات محلية وشخصية رياضية نادرة، فنحن لم نشهد ما صنعه الظلمي وما قدمه لكن مكانته وما قدمه وما تركه جعله لا يغادر اذهان المغاربة، فرحمة الله على الظلمي.