أدى آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في طرقات ومداخل البلدة القديمة من القدسالمحتلة بعد حرمانهم من الوصول إلى المسجد الأقصى وفرض الاحتلال قيودا على أعمال المسموح بدخولهم للأقصى. وفتح الاحتلال 3 أبواب فقط لدخول المصلين للأقصى وقامت بعرقلة والتدقيق على هويات المصلين القادمين من الأراضي المحتلة عام 1948 وأرجعت عدد كبيرا منهم. وتمكن عدد قليل من الدخول للمسجد الأقصى اليوم الجمعة للصلاة مقارنة بالأعداد التي كانت تدخل قبل بدء أزمة إغلاق الاحتلال للمسجد قبل نحو أسبوعين وبدء الاعتصامات على مداخله لإزالة البوابات الإلكترونية ومشروع كاميرات المراقبة التي كانت يعتزم الاحتلال تركيبها. وقالت مصادر الأوقاف الإسلامية بالقدس، إن أكثر من 10 آلاف مصل تمكنوا من دخول الأقصى في حين مع الاحتلال أعدادا كبيرة اضطروا للصلاة في شوارع البلدة القديمة. وكانت سلطات الاحتلال حرمت من هم دون الخمسين عاما من دخول الأقصى وسمحت للنساء من كافة الأعمار لكن الحواجز العسكرية التي وضعتها اضطرت المصلين للمشي مسافة 2 كيلومتر للوصول إلى ساحة المسجد. وفي أحياء القدسالمحتلة والضفة الغربية أصيب العديد من الفلسطينيين ظهر اليوم، في المواجهات التي اندلعت عقب صلاة الجمعة. وأكدت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، عراب الفقهاء، أن طواقم الإسعاف "تعاملت مع أكثر من 14 إصابة مختلفة في مدينة بيت لحم والقدس". وأوضحت في حديثها ل"عربي21″، أن شابا مقدسيا أصيب بطلق معدني مغلف بالمطاط في منطقة وادي الجوز بالقدس، وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج، حيث أدت الإصابة إلى احداث كسر. وأضافت الفقهاء "كما أصيب شاب آخر بالرصاص الحي بمدينة بيت لحم، إضافة لإصابتين بالرصاص المطاطي، وأكثر من عشرة إصابات بالاختناق جراء الغاز السام المسيل للدموع". ونوهت المتحدثة باسم الهلال الأحمر إلى أن قوات الاحتلال عملت على إبعاد طواقم الهلال عن محيط المدينة القديمة بالقدسالمحتلة، وأحياء القدس القريبة من المسجد الأقصى المبارك. وكشفت أن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، تتعرض للتحريض من قبل جهات إسرائيلية، مؤكدة أن الاحتلال يعمل من خلال هذا التحريض "غير المقبول على تقيد حركة الطواقم الطبية التابعة لنا". من جانبه، أوضح الناشط المقدسي فريد الأطرش، أن قوات الاحتلال عملت على تفريق المصلين لستة تجمعات صغيرة بالقدس ومتفرقة حول المسجد الاقصى، وأقامت العديد من الحواجز. واعتبر في حديثه ل"عربي21″، أن دائرة الأوقاف الإسلامية، "أخطأت عندما أقامت الصلاة في المسجد الأقصى لمن هم فوق 50 عاما"، مضيفا: "كان من الأولى عدم إقامة الصلاة في الأقصى واقامتها على الأبواب رفضا لسياسة تحديد أعمار المصلين القادمين للصلاة في المسجد الأقصى المبارك" على حد قوله. وفي السياق ذاته قال نادي الأسير الفلسطيني إن السلطات الإسرائيلية قررت إبعاد 21 فلسطينيا عن المسجد الأقصى لمدة 15 يوما. وأوضح النادي أن الإبعاد جاء على خلفية محاولة عدد من الفلسطينيين الاعتكاف في المسجد الأقصى مساء أمس بعد تمكنهم من دخول المسجد والصلاة فيه عقب أسبوعين من تركيب البوابات الإلكترونية التي خلقت توترا كبيرا في القدس ونتج عنها اعتصامات حاشدة حتى أرغم الاحتلال على إزالتها. وكانت قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها صباح اليوم على دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة بعد يوم واحد من دخول المصلين إليه، عقب أزمة البوابات الأمنية وكاميرات المراقبة التي تراجع الاحتلال عن تركيبها على مداخل المسجد. وقالت مصادر فلسطينية إن الاحتلال دفع بتعزيزات كبيرة إلى أبواب الأقصى ومحيط المسجد، واستدعى مجموعات من فرق "حرس الحدود" والقوات الخاصة لقمع المصلين والمعروفة ب"يمام". ومنع الاحتلال اعتبارا من فجر اليوم الرجال ممن تقل أعمارهم عن 50 عاما من دخول البلدة القديمة في القدس، كما قامت بإرجاع حافلات تحمل فلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 1948 من التوجه للأقصى بعد إيقافها فترات طويلة. وكانت قوات الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى مساء أمس لإخراج المعتكفين بداخله، واعتدت عليهم بالضرب وبقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وقطع الاحتلال الكهرباء عن المسجد الأقصى ودفع بأعداد كبيرة من جنوده المدججين بالسلاح، ودارت مواجهات مع المعتكفين، فيما أصيب 100 معتكف بإصابات مختلفة بينها كسور واختناقات. واعتقل الاحتلال عشرات المعتكفين وأخرجهم من الأقصى بواسطة حافلات، قبل أن يخلي سبيلهم في وقت لاحق صباح اليوم.