حول الإحتلال الإسرائيلي مدينة القدسالمحتلة لا سيما بلدتها القديمة ومحيطها أمس الجمعة إلى ثكنة عسكرية تغيب عنها كل مظاهر الحياة الطبيعية كما فرض حصارا محكما على المسجد الأقصى المبارك . وأوضحت التقارير أن الإحتلال الإسرائيلي فرض منذ ساعات من مساء الخميس حصارا عسكريا محكما على المسجد الأقصى المبارك واقتحمه بعد انتهاء صلاة العشاء للتأكد من خلوه من المعتكفين في الوقت الذي نصبت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي المتاريس الحديدية على بواباته وعلى بوابات البلدة القديمة لمنع من تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من التوجه إلى الأقصى والمشاركة بأداء صلاة الجمعة. واضطر مئات المصلين المقدسيين لأداء صلاة فجر أمس في الشوارع والطرقات بسبب إجراءات الاحتلال وحصار الأقصى في حين اعترضت شرطة الاحتلال الحافلات التي تنقل المصلين من التجمعات السكانية من داخل أراضي ال48 ومنعتها من الاستمرار بإتجاه القدس. وأشارت المصادر إلى أن التوتر هو سيد الموقف في القدسالمحتلة وتتصاعد حدته كلما اقتربت ساعة صلاة الجمعة حيث يستعد آلاف المواطنين الفلسطينيين لأدائها في الشوارع والطرقات وسط تواجد مكثف لقوات الاحتلال. وتعيش مدينة القدسالمحتلة مواجهات ميدانية بدأت منذ ثلاثة أسابيع على خلفية اقتحامات اسرائيلية للمسجد الاقصى شهدت دخول مستوطنين لباحات المسجد والاعتداء على المرابطين والمرابطات فى باحاته. وفي أحدث فصول هذه المواجهات قتل فلسطيني أمس الجمعة بعد ان طعن شرطيا اسرائيليا عند مدخل مستوطنة كريات اربع قرب مدينة الخليل جنوبالضفة الغربيةالمحتلة, وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ان «شرطيا طعن واصيب بجروح خفيفة عند مدخل كريات اربع» لكنه تمكن من اطلاق النار مؤكدا مقتل المهاجم. من جهتها, اعلنت مصادر امنية فلسطينية ان الفتى يدعى محمد الجعبري. وقال شهود عيان ومصادر امنية ان مواجهات اندلعت في عدة مناطق في الخليل, حيث القى شبان الحجارة على قوات اسرائيلية في مناطق اذنا ويطا ومدينة الخليل. وفي مدينة العفولة شمال اسرائيل, اصيبت شابة عربية اسرائيلية تبلغ من العمر 29 عاما بالرصاص بعد ان حاولت طعن حارس في مدخل محطة الحافلات في المدينة. وقالت الشرطة ان الحارس اطلق النار على الشابة واصابها اصابة متوسطة وتم نقلها للمستشفى لتلقي العلاج. وقبل هذا الحادث, اصيب فتى يهودي بجروح طفيفة في عملية طعن في القدس. وبحسب الشرطة فان الفتى اصيب بطعن صغير في القسم العلوي من جسده بينما تم اعتقال فلسطيني وعمره 18 عاما . وقالت الشرطة ان الفلسطيني استخدم مقشرة (الاداة التي تستخدم لتقشير الخضار). وصباح الجمعة, اقدم يهودي على قتل فلسطينيين اثنين واثنين من العرب الاسرائيليين طعنا في مدينة ديمونا جنوب اسرائيل واعتقل بعدها. وهذا اول هجوم بالسكين يقدم عليه يهودي ضد عرب منذ بدء موجة العنف في مطلع الشهر الحالي. وقالت الشرطة ان دوافع منفذ الهجوم «قومية». واعتقلت الشرطة المنفذ اليهودي الذي قالت انه في العشرينات من العمر. واكدت الشرطة ان اليهودي اقدم على طعن اربعة عرب «لاعتقاده بان كل العرب ارهابيون». واشارت الى ان اثنين من العرب الاربعة من البدو من سكان ضواحي ديمونا في النقب, بينما الآخران فلسطينيان. ونقل الاربعة الى المستشفى لتلقي العلاج, وحالتهم بين الطفيفة والمتوسطة. و أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس حالة الطوارئ في كافة مستشفياتها العاملة في الضفة الغربية، تحسبا لاحتدام المواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم الوزارة «بسبب تقديرات تفيد بارتفاع معدل المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، أعلنا حالة طوارئ وطلبنا من كافة العاملين والأطباء الالتحاق بعملهم رغم أنه عطلة رسمية». من جانبه أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن عدد الإصابات بين المواطنين الفلسطينيين من جراء اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية بما فيها القدس خلال ال24 ساعة الماضية بلغ 351 إصابة. وأوضح الهلال الأحمر في بيان له أمس الجمعة أن الإصابات توزعت إلى 25 بالرصاص الحي و98 بالمطاطي و217 بالغاز و11 اعتداء بالضرب. وأشار إلى أن إجمالي الإصابات منذ بداية الاعتداءات الاسرائيلية بمختلف الاشكال و الاساليب يبلغ 1640 إصابة مبينا أن هذه الحالات هي التي تعاملت معها طواقم الهلال الأحمر حتى منتصف ليلة الخميس.