لم يكن عامل السن عائقا أمام أبو أمل عبد اللطيف لمواصلة طموحه العلمي بإصرار وعزيمة وهو البالغ من العمر 68 سنة إلى أن نال شهادة الإجازة المهنية من جامعة القاضي عياض في تخصص التدبير العمومي والتنمية المجالية. "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد" مقولة تشبث بها الطالب أبو أمل الذي لم يفقد الأمل بعد تقاعده منذ مدة في قطاع الفلاحة، لاستكمال دراسته، والتسجيل السنة الماضية في الإجازة المهنية تخصص التدبير العمومي والتنمية المجالية بجامعة القاضي عياض والتي تخرج منها أمس السبت. وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد الغالي المشرف على مسلك الإجازة المهنية في تخصص التدبير العمومي والتنمية المجالية، بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، إن الطالب أبو أمل عبد اللطيف تسجل في الإجازة المهنية في الفوج الخامس لموسم 2015/2017، واجتاز امتحان الانتقاء بنجاح. وأضاف الغالي في تصريح لجريدة "العمق"، أن أبو أمل كان طالبا منضبطا بشكل كبير، ودائم الإصرار على حضور جميع الندوات حتى التي يتم تنظيمها بمدن بعيدة عن مراكش مثل أسفي أو قلعة السراغنة أو شيشاوة، مضيفا أنه ضمن المراتب العشر الأولى في الفوج الخامس. واعتبر المتحدث ذاته، أن الحماس والجدية والمواظبة التي يتحلى بها الطالب أبو أمل لا تقاس بالسن، لأن الانسان يجب أن يكون لديه هم وحيرة وقلق، وإذا لم تتوفر فيه مثل هذه الأمور فلن يقدم شيئا للمجتمع. وجدير بالإشارة أنه أقيم أمس السبت حفل تخرج الفوج الخامس من طلبة الإجازة المهنية في تخصص التدبير العمومي والتنمية المجالية، بمدرج المختار السوسي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش بحضور أمهات وآباء وأهل وذوي الطلبة والطالبات المتخرجين. هذا، وقد افتتحت الاجازة المهنية المذكورة أواخر 2008، في سياق الجهوية المتقدمة، وتتعلق مواده بالتدبير العمومي، وإعداد السياسات، والتتبع، والتدقيق، وتركيب المشاريع، والتسويق الترابي، والتحرير الاداري، وطرق إدارة وتدبير المرافق العمومية، خصوصا مؤسسات الجماعات الترابية.