– كاتب وباحث مغربي تمليك الفكرة الإصلاحية للمجتمع هو السبيل الراشد لإنجاز المشروع النهضوي الحضاري، إذ لا يمكن التمركز المتطرف حول التنظيم الإصلاحي وتحنيطه للمشروع التغييري وتوظيفه للاستقطاب والانقسام، فهو في الأخير أداة مركزية في البناء الديمقراطي والإصلاح الحضاري، وليس وسيلة للتبرير ومراكمة المصالح والزهو بالمواقع، والتعصب للرأي والتقديرات وتقديس الزعامات وتبادل التخوين والتشكيك وعبارات المديح والاستهزاء، مع ادعاء امتلاك سلطة المعلومة واحتكار الفهم المطلق الأحادي للمرحلة وأسرار التجربة وكواليس التدبير الحكومي ومفاتيح الإصلاح. تحتاح الذات الإصلاحية إلى الاعتصام بالمنهج وتقدير مكانة الأشخاص وحرية الرأي وتعظيم المبادئ وتجذير أخلاق المراجعة والنقد والاعتراف، والرجوع المستمر إلى آلية القرار الشوري الجماعي ضمن المؤسسات من أجل بناء الموقف والاختيارات وتطوير أطروحة الإصلاح فكريا ومدنيا وسياسيا، ويقتضي ذلك إبداع تركيب تاريخي وتنظيمي خلاق يجمع بين الباحث والمثقف ومراكز التفكير والدراسات، بجانب السياسي والإداري ومؤسسات التخطيط الاستراتيجي والتدبير حتى نتمكن من استعادة المبادرة والعمق الحضاري للإصلاح المرتكز على مقومات: التدرجية، التدافعية، التراكمية، التوافقية، التشاركية، التكاملية، الانفتاحية، الحوارية، اللاعنفية، الشورى الديمقراطية، المقاصدية، الوسطية، التجديدية، العقلانية المؤمنة، الحرية الفكرية. ومن ثم يتحول المشروع الإصلاحي إلى تيار وثقافة ومنهج في الإصلاح ورؤية في التغيير، تراهن على تقوية المجتمع واستقلالية نخبه ومؤسساته ونقدية جهوده المدنية والعلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية في حراسة الحرية والكرامة والديمقراطية، وتمنيع المجتمعات من القابلية للاستبداد والاستهلاك والاستعباد.