تعرض أفراد أسرة بأكملها لإصابات متفاوتة في اعتداء بالأسلحة البيضاء، من طرف أسرة أخرى تقطن بنفس المنزل بمدينة طنجة، في قضية نزاع حول شقة بين الطرفين استمرت منذ سنوات، فيما اعتقلت قوات الأمن 3 من المهاجمين، حيث توصلت جريدة "العمق" بمقطع فيديو وصور توثق لحظات بعد "الاعتداء". واستقبل مستشفى محمد الخامس بطنجة، في الساعات الأولى من أول أمس الأربعاء، أسرة تتكون من الأب والأم و4 إخوة، 3 ذكور وبنت، بعد تعرضهم لجروح متفاوتة ناتجة عن طعنات بالسيوف والسواطير وآلات حادة في منزلهم بحي بني ورياغل بطنجة. وفي تفاصيل الواقعة، كشفت هند الأندلسي، إحدى المصابات في الاعتداء، أن من وصفتها ب"عصابة" تتكون من حوالي 20 فردا من أسرة تقطن بشقة تكتريها عائلة الأندلسي لهم، هاجمتهم بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء داخل منزلهم، حيث تحول المنزل إلى شلال دم، وفق تعبيرها. وأضافت في اتصال لجريدة "العمق"، أن المهاجمين اقتحموا المنزل بعدما أتلفوا 4 أجهزة كاميرا وضعتها الأسرة حول باب المنزل بطلب من الأمن لتوثيق أي اعتداء محتمل، وقاموا بالاعتداء على أفراد العائلة المذكورة "بدون رحمة" بمشاركة الأب والأم وعناصر أخرى، حسب قولها. وتابعت قولها: "حالة شقيقي محمد حرجة بعدما تلقى طعنة قرب قلبه وفي رأسه، وهو لا زال يرقد بالمستشفى إلى جانب أخي عبد الرحمان الذي تعرض بدوره لجروح بليغة في بطنه إثر طعنة ظهرت بسببها أمعاؤه، إضافة إلى 4 ضربات على رأسه، وكلاهما يحتاج لعملية جراحية، كما تعرض والدي ووالدتي للضرب على الرأس والوجه، بينما تعرضت أنا لجروح في مختلف أنحاء جسدي، لكنها أقل من الآخرين". المتحدثة التي كانت تذرف الدموع في اتصال مع الجريدة، قالت إن بعض أفراد أسرتها ممن خرجوا من المستشفى، لم يستطيعوا العودة إلى منزلهم خوفا من تعرضهم لهجوم آخر، خاصة وأن الأمن لم يعتقل كل المهاجمين، لافتة إلى أنها مهددة بالقتل في أي لحظة رفقة باقي أفراد أسرتها، وفق تعبيرها. وعن سبب الاعتداء، أوضح حمزة الأندلسي، أحد أفراد الأسرة، أن القضية تعود لسنوات سابقة، حيث قامت أسرته بكراء شقة لها توجد في الطابق العلوي من منزلهم لأسرة أخرى، قبل أن ترفض الأسرة التي تكتري الشقة الخروج منها، وتشرع في شن سلسلة من المضايقات والاعتداءات على أصحاب المنزل الذين يقطنون بالطابق الأول، على حد قوله. وأضاف بالقول: "هذا هو رابع اعتداء علينا منذ 2015، وقد أبلغنا الأمن في كل اعتداء لكنهم كانوا يتجاهلون شكاياتنا، والاعتداء الأخير وقع لحظات بعدما غادر الأمن المنزل، حيث قمنا باستدعائهم بعد تكسير المهاجمين لأجهزة الكاميرا التي وضعناها حول الباب، تمهيدا للهجوم علينا". وأوضح في اتصال لجريدة "العمق"، أن "الأسرة المهاجمة استدعت أفرادا من عائلتها في ذاك اليوم لمهاجمتنا داخل شقتنا، وقاموا بتكسير الكاميرات استعدادا للاعتداء، إلا أننا قمنا باستدعاء الأمن الذي عاين الواقعة ثم غادر بعد ذلك، ليشرع المهاجمون في اعتدائهم، وحاولوا أخذ أختي ووالدتي وسط بركة من الدماء". وكشف المتحدث ذاته، أن المعتقلين الثلاثة تم تقديمهم أمام وكيل الملك بطنجة، حيث تم استدعاء الطرفين للمثول يوم غد أمام المحكمة، معبرا عن تخوفه من أن يستعمل المهاجمون نفوذهم من أجل الإفلات من العقاب، حسب قوله. هذا ولم يتسن لجريدة "العمق" الوصول إلى الأسرة المهاجمة لمعرفة وجهة نظرها في الحادثة، في حين تمتنع الجريدة عن صور أخرى للمصابين لحظات بعد الهجوم، نظرا لبشاعتها على المشاهدين.