توفي طفل في ربيعه العاشر، مساء أول أمس الثلاثاء، متأثرا بطعنات وإصابات في الرأس والعظام، تسبب له فيها مجهولون بعد اغتصابه، حسب تصريحات والده. الفاجعة الجديدة التي ذهب ضحيتها أحد أطفال الشارع، تعود بداية تفاصيلها إلى حوالي أسبوع، عندما خرج الطفل «أيوب» ذو العشر سنوات من منزل أسرته المعوزة، سعيا للهجرة السرية، إذ رافق مجموعة من أصدقائه الذين خططوا للتسلل إلى إحدى شاحنات النقل الدولي المتجهة صوب إسبانيا، دون أن يدري وقتها أن هذه المغامرة ستكلفه حياته. وبعد 3 أيام عن غياب أيوب عن منزله، عثرت مصالح الأمن على جسده ملقى على الأرض، ومصابا بطعنات في الرأس وبكسور خطيرة، ليتضح بعد فحصه أنه تعرض ل4 طعنات في الرأس تجاوزت الجمجمة وامتدت إلى المخ وأدخلته في حالة غيبوبة، كما تم قذف جسمه من أعلى قنطرة توجد بطريق الرباط، مما تسبب له في عدة كسور. ويؤكد والد الضحية تعرض ابنه لاعتداء جنسي، ومن ثم محاولة قتله لطمس هوية المعتدين، وهو الأمر الذي لم تؤكده الخبرة الطبية، كما لم تؤكده جمعية «ما تقيش ولدي» التي تكفلت بالملف، والتي أورد رئيس فرعها بطنجة أنها تقدمت بطلب تحقيق لوكيل الملك للتأكد من تعرض الطفل للاغتصاب قبل محاولة قتله، لكن الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة قبل الشروع في التحقيق. وحسب الأب، فإن ابنه الذي يعيش ضمن أسرة وضعها المادي صعب جدا، وتتكون من أب وأم وستة إخوة، قرر خوض مغامرة الهجرة السرية، إذ غاب عن المنزل لمدة 3 أيام، قبل أن يصل خبر الفاجعة إلى أسرته، ويتهم الأب قاصرين آخرين أكبر سنا من ابنه ويقطنون بحي بئر الشفا حيث يوجد منزله، بالتسبب في الاعتداء عليه، حيث قال إنهم رافقوه خلال مغامرته، قبل أن يعودوا دونه، ملتزمين الصمت مدعين أنهم لا يعرفون شيئا عما جرى للطفل. ومن جهته، أورد رئيس فرع طنجة لجمعية «ماتقيش ولدي»، الطيب بوشيبة، أن الضحية تعرض لأربع طعنات في الرأس، وإلى إيلاج آلة حادة في أذنه بعمق 10 سنتيميترات، كما ألقي جسده من أعلى قنطرة، مؤكدا أيضا أنه كان كثير الغياب عن منزل أسرته المعوزة، ويصنف على أنه «طفل في وضعية الشارع». وأدان بوشيبة، بشدة، هذه الجريمة التي وصفها ب»الوحشية»، ودعا إلى التحرك الفعال للكشف عن مرتكبيها، قائلا إنها شجرة تخفي غابة من المعاناة والاعتداءات التي يواجهها الأطفال في وضعية الشارع بطنجة، وأضاف أنه في مثل هذه الحالات تكون المسؤولية مشتركة بين الأسرة وبين السلطات المعنية. وأورد الناشط الحقوقي أن فاجعة الطفل أيوب تعاود دق ناقوس الخطر إزاء وضعية أطفال الشارع، الذين باتوا هدفا لعصابات الأحياء، حيث يتعرضون للاعتداءات بمختلف أشكالها، أو للاستغلال في عمليات غير قانونية كالسرقة، كاشفا عن وجود دار واحدة لحماية هؤلاء الأطفال في طنجة، مخصصة لاستقبال 30 طفلا فقط، في حين أن عدد هذه الفئة من الأطفال يتجاوز الآلاف.