القهوة ليست مجرد مشروب أساسي يساعدنا على مواجهة أيام العمل، لكنها أيضاً تمنحنا الراحة والثقافة والكافين اللازم للحياة الحديثة كما قال تشارلز كيزلر عالم الأعصاب بجامعة هارفرد، إلا أن إمدادات القهوة العالمية في خطر، وتعاني من نقص سيؤثر على العالم. حسب ما جاء في تقرير حديث نشره معهد المناخ الأسترالي، أنه بسبب التغيرات المناخية، سنفقد نصف الأماكن الصالحة لزراعة القهوة بحلول عام 2050. ويقدر التقرير أنه بحلول عام 2080، ستنقرض القهوة البرية ذات الجينات الأقوى في مواجهة التغيرات المناخية. يتفق مستشارو شركات القهوة الكبرى كستاربكس ولافازا مع فرق البحث المهتمة بالبيئة أن نقصان القهوة يصعب عملية إيجاد القهوة الجيدة، ويؤثر على حياة 25 مليون مزارع للقهوة حول العالم. في عام 2015 في إيطاليا، قال ماريو سيروتي شريك العلاقات بعملاق القهوة لافاز "لدينا مشكلة صعبة، وللأسف الأمر صحيح". وأضاف أن "التغيرات المناخية سيكون لها أثر على المدى القصير، فالأمر لم يعد متعلقاً بالمستقبل بل بالحاضر." ما الذي يحدث للقهوة؟ يستهلك الناس أكثر من 2.25 بليون كأس من القهوة يومياً؛ فصناعة القهوة حيوية، وتعد ثاني أهم مصدر دخل من الصادرات للدول النامية. لكن النوع الأهم والأشهر من القهوة: القهوة العربية، يمكن فقط أن ينمو في ظروف خاصة، أي في المناطق الاستوائية حول العالم، كوسط أمريكاوالبرازيل وإندونسيا وفيتنام وشرق أفريقيا. وطبقاً لما جاء في التقرير فإن ارتفاع درجات الحرارة والمزيد من التغيرات المناخية، كالأمطار الغزيرة وفترات من الجفاف، سيجعل زراعة القهوة أصعب. ساعد ارتفاع درجات الحرارة والأمطار الغزيرة على نمو نوع من الفطريات في وسط وجنوب أمريكا مدمر للمحصول. بالإضافة إلى وجود آفات أخرى تؤثر على محصول القهوة تنتشر بسبب هذه الظروف المناخية. يذكر أن الجفاف في البرازيل قضى على 30% من إنتاج القهوة في 2014 بميناس جرايس الشهيرة بزراعة القهوة. فبمجرد ارتفاع نصف درجة في درجات الحرارة تتحول منطقة زراعية للقهوة لمنطقة غير مناسبة لزراعتها، كما أن الانتقال لمناطق مرتفعة –حيث تقل درجة الحرارة- ليس ممكناً دائماً، خاصة للمزارعين الصغار الذين يشكلون حوالي 80-90% من مزارعي القهوة. وبحلول عام 2050، نصف المناطق المناسبة لزراعة القهوة لن تعد كذلك، إلا باتباع توصيات مؤتمر باريس للمناخ المنعقد في 2016، ومنها الالتزام بارتفاع درجة حرارة ونصف إلى درجتين. إذاً، فالأمر ليس بالقتامة التي يبدو عليها، فالالتزام بارتفاع درجة ونصف على حد أقصى سينقذ عشاق القهوة و120 مليوناً من العاملين في مجال القهوة. ولكن الأمر جد خطير، ويجب الالتفات له الآن، قبل أن تصير الأمور أسوأ. وقد أشار جيم حنا مدير الاستدامة بستاربكس إلى حيوية الأمر، حين صرح للجارديان في 2011 بأن "الأمر عاجل". وأضاف "إذا انتظرنا آثار التغير المناخي فستكون العواقب خطيرة على صناعة القهوة، وكصناعٍ للقهوة يجب استباق هذه الأزمة قبل أن تحدث ب 5 أو 10 أو 20 عاماً". الهافنغتون بوست