أيها الإخوة، أيتها الأخوات .. باسم أزمة التعليم وإخفاقاته يتم تبرير الميثاق الوطني والمخطط ألاستعجالي، وباسم مطلب الوحدة الطلابية يتم تقديم مبررات لخيار اللاوحدة الغائبة شكلا الحاضرة مضمونا أو خطابيا، ولذلك وجب علينا جميعا أن نتسأل عما قد توحي إليه المحطة التاسعة من ملتقى المناضلين، في زمن يتأرجح فيه الوسط الجامعي بين خيارين الأول ماكر خداع متكبر متعجرف إرهابي قيل دون تبرير انه يمتح من أبجديات الماركسية التي لم أجدها في أي من المراجع المعتمدة ، والثاني يجمع خيارات وحساسيات سياسية معتبرة مختلفة من دون شك لها غيرة على التعليم و الوطن. دعوني أيها الإخوة ،أيتها الأخوات أوجز وأتحدث عن دلالة وحدث الملتقى مع ما لهذا الإيجاز من مخاطر الاختزال لأنه-الملتقى- يشكل حدثا هاما بامتياز لما له من طابع كفاحي من حيث جرأة تناول موضوعات وقضايا كبرى، وحتى نكون أكثر إيضاح وتبيان لقيمة هده المحطة الوازنة من محطات التجديد الطلابي. من القضايا التي حبل بها الملتقى في دوراته السابقة الشهيد والمعتقل بكل جرأة ومسؤولية بغيت كشف الحقيقة ولتذكر كوابيس المعاناة وفظاعة إهدار الكرامة البشرية، انه تذكر من أجل نسيان أفضل أو بتعبير أدق محاولة دق نقوس الخطر حتى لا يكون شهيدا أخر بنفس بشاعة الوصف المعروف. فأنصتوا للطلاب دلالة ذات معاني غميسة تمتح من التجربة التي راكمها الإطار الطلابي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وجسدها مناضلو ومناضلات الوحدة والتواصل عبر استحضار الذاكرة التي ليست في نظرنا مجرد استيهامات ماضوية أو مجرد وقائع مخزية أو كوابيس ليلية يمكن المراهنة على نسيانها أو كبتها. ألا يحق لنا أن نتسأل عن كيفية ترميم ذاكرتنا المثخنة بالفجيعة والجراح ؟كيف يتذكر جيدا لينسى جيدا من هو منخرط في مسار الإصلاح والمقاومة ؟ إن دورة المقاومة محطة بالغة الأهمية فهي لا ترقد في ثنايا الماضي بقدر ما تسكن هاجس الحاضر لتيسير سبل العبور نحو المستقبل، إنها بتعبير الفيلسوف ايمانويل ليفينا دلك السؤال الحارق الممتد في الراهن. فعندما يصبح استدعاء الذاكرة-المقاومة- ضرورة مجتمعية وعندما يغدو واجب المقاومة رهانا مهما في الحركة الطلابية أو لنقل في أدبيات التيارات المعتبرة فلا ينبغي أن نرى في دلك مجرد سعي إلى الاحتفال بأمجاد الأنا الجماعية بل في تمليك المجتمع آلية جديدة في الدفاع و الاستماتة لحظة مواجهة التحديات. نحن والمقاومة كثيرا ما ارتبطت هده الدعامة المفهومية-المقاومة- بالمجتمعات التي مزقتها الحروب والصراعات الدموية ،لكن في لحظتنا هده لها دلالة مرتبطة بقضايا الأمة والشعب المغربي، قضايا الأمة كأبرز أشكال مواجهة الديكتاتوريات في العالم، وفي الوسط الطلابي يتعلق الأمر بمقاومة كل أشكال الفساد التي تعتري الجامعة، بما في دلك الفساد المالي والإداري والأخلاقي، أو لنقل بصفة عامة كل الأمور التي تمس بمنظومة القيم والتي تعتبر دخيلة علينا، تطول الأمثلة ولا يسعف المجال في إقامة مزيد من الدلالة على ما قد تعنيه لنا المقاومة هاهنا، لكن وجب أن نشير إلى أن نهج الخيار السلمي في الجامعة وإتباع المسار القضائي يعتبر ابرز أنواع المقاومة للتيارات العبثية المقيتة المحسوبة على الطلاب والحال أنها عين الإرهاب. من المعني بالمقاومة ؟ تقول حكمة روسية قديمة "إن الدين يتفرجون على أسد يتعذب داخل قفصه ينتهي بهم المآل إلى أن يتعفنوا في ذاكرة الأسد" أتصور أن الذين يتفرجون على كل الديمقراطين وهم يناضلون يقاومون يستشهدون هم بعد حين في ذاكرة الشهيد اوالمعطوبيين يتعفنون.العشرات من أبناء شعبنا الكادح اختطفتهم فيالق الموت داخل الجامعة والعشرات تعرضوا للتعنيف لأنهم كانوا معنيين بالمقاومة. لا شك أننا جميعا فخورون بما يقدمه الإطار الطلابي-التجديد الطلابي- في إبداع آليات طلابية في وقت ارتهن الجميع للتاريخ والخوف من مواجهة الواقع. أيها الإخوة، أيها الأخوات سيبقى دائما قوم يفسدون الأشياء الجميلة،والمكاسب النبيلة سواء كانت رسالات نبوية أو منظومات فكرية أو مكتسبات إنسانية ،سيبقى بيننا في الجامعة من يسعى لتحويل حق الطلاب في الإبداع والتظاهر والتجمع السلمي إلى استعراضات عسكرية والى أصول تجارية وطقوس بئيسة. وفي انتظار تطهير الجامعة من التشكيلات الورقية الإرهابية عبر خارطة الوطن سنظل نشيع الشهداء إلى مثواهم الأخير ونتلقى الكدمات وندافع عن الجامعة بما اكتسبتاه مند لحظة الفطام من وطنية عميقة وإحساس بالمسؤوليات الجسام. لن نتراجع عن النهج السليم من أجل المساهمة في بناء وطن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية سنناضل ونحن بذاكرة الآلام التي تمنحنا قوة إضافية في الالتحام بقضايا الشعوب من أجل مقاومة أكثر من حيث الثأثير على كل العابثين بالوطن وأمن الطلاب ولسان حالنا يتغنى ويقول: " يَا جَمَّالْ رْدْ جْمَالْكْ عْلِينَا... راه احنا ولاد ناس وف العز تربينا... يا جمال رد جمالك علينا... راه احنا ولاد ناس وف الخير تربينا... عيونا على شوفة لَمْلِيحْ دْوَاو...ْ وانت ماشي زين لا ترمي لغبار ف عينينا... گلُوبْنَا ب كلمة المحبة دواو... وانت گلبك حجر . . . نوض اخطينا... إدريس التزرني