هل انتهى العقل المخزني من "مرمغة " أنف حزب العدالة و التنمية لينتقل الى ضرب الرصيد الأخلاقي لحركة التوحيد و الإصلاح؟ و لماذا اختار هذا التوقيت بالضبط و نحن على أبواب الإنتخابات الهزلية ؟ أعتقد أن قضية مولاي عمر بنحماد لا تخرج عن مكائد المخزن الذي احترف في اعداد الملفات و التهم الأخلاقية الجاهزة لذوي المبادئ والمدافعين عن القيم. إن رواية الأجهزة المخزنية ،الأصل فيها هو الرفض والحكم فيها هو الطعن ،طالما عوّدنا المخزن على مثل هذه الخرجات التي يهدف من خلالها إلى تصفية حساباته مع خصومه السياسيين ، ومع من سبق لهم أن عبّروا عن موقف سديد و رشيد يتعارض و مبادئ هذا العقل المخزني الحربائي والحاقد. للأسف الشديد بيان الحركة وقف إلى جانب المخزن و زكّى الإدانة و الحال أن المتهم بريئ حتى تثبت إدانته ،ثم إن بيان حركة التوحيد و الإصلاح الإسلامية لم ينصف الرجل المشهود له بالصلاح و جهوده الدعوية وتاريخ انتمائه للحركة الإسلامية بالمغرب و لم يقف بجانب الأستاذة فاطمة النجار المعروفة بفصاحتها و قوة خطابها و المشهورة عند الشباب بشريط "العفة". البيان أعطى الضوء الأخضر للمخزن كي يتصرف في الملف على مقاسه و بناء على قوانينه الجائرة، و فتح الباب أمام خصوم الحركة الإسلامية للخوض في الأعراض بعيدا عن قاعدة " فتبينوا".... ان هذا الحدث يدل دلالة واضحة على أن المخزن انتهى من الحزب و أدى وظيفته السياسية و مهمته المرحلية، انتهى في نظر الذين يضعون الخرائط السياسية و الخطط الاستراتيجية المخزنية المقيتة، بعدا قلّبوا في ملفات قياداته،واستدرجوا البعض منهم نحو فخاخه،فاثاروا الضجيج الإعلامي حولهم ...و لكن في المقابل ركنت القيادة الحزبية للأوامر المخزنية و قدّمت التنازلات لعلها تنال رضا المؤسسات الرسمية،فاجتهدت في استعداء القريب و البعيد، و هاجمت العدو و الصديق...و بذلك انتهت الصلاحية. لماذا بالضبط هذا العدد من الاجهزة و السيّارات لتعقب و ترصد حركة الرجل خصوصا و أن المنطقة لا تنتمي الى المدار الحضري؟ متى كان المخزن غيورا على أعراض الناس؟ متى كان المخزن حريصا على عفّة المغاربة و المغربيات ؟ لماذا لم يفتح تحقيقا على الأقل موضوعيا في موضوع الفيديوهات المسربة لكبار المسؤولين ؟ ماهي الحلول و الإجراءات التي قام بها النظام المخزني لمنع تصدير اللحوم البشرية ليعبث بها بني خلجان من الامارات و غيرها؟ تذكير للإخوة و الأخوات بالحزب و الحركة : عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ ، رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " [ أخرجه الترمذي وأحمد ، وقَالَ الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ ، وهو كما قال ] . وعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ ذَبَّ عَنْ لَحْمِ أَخِيهِ فِي الْغِيبَةِ ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ " [ أخرجه أحمد بإسناد حسن 45/583 ] . ومن لم يرد عن عرض أخيه المسلم ، وسكت حياءً ، أو قبولاً بما قيل فيه من غيبة ، فليبشر بهذا الحديث ، عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبَي طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّيْنِ قالا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ " [ أخرجه أبو داود وأحمد ، وحسنه عبد القادر الأرناؤوط عند الطبراني. تذكير لليسار المغربي : بعيدا عن العمى الإديولوجي و المزيدات السياسية، القضية هي أكبر بكثير مما تتصورون، ترّفعوا عن الصيد في المستنقعات الملوثة بأعراض الناس، تذكروا أن هناك قضايا ينبغي الإنخراط في نقاشها نقاشا جديا كتقوية المشترك و الدفاع عن القضايا الإنسانية العادلة، و الوقوف إلى جانب المظلوم ،ومحاربة الإستبداد ... راجعوا ما كتبه أحمد البخاري في مذكراته عن مكائد المخزن و ما كان يفبركه لليسار في ذلكم الوقت، عودوا إلى مذكرات مومس و هي تتعقب حركة القيادات اليسارية داخل الحانات و هي تحاول جرّهم الى مستنقع الرذيلة حتى يتم تصويرهم و بعدها مساومتهم بين الصمت و التعاون أو الفضح بين الأشهاد... إن ما يجري اليوم لبعض المختلفين عنكم سياسيا و اديولوجيا و فكريا قد يسري عليكم من جديد و لن تجدوا من يقف إلى جانبكم،و لن يساندكم مساند ...إن قوة الموقف و صلابة المبدأ تبدأ من استحضار التاريخ و الإستفادة من الماضي و فهم الحاضر و ما يعتمل فيه من حركة و التفكير في المسقبل و ما سيؤول إليه الأمر إن نحن فرّطنا في القضايا الحقوقية و الإنسانية و تركنا مصيرنا بيد الأصولية المخزنية. هذا رأي شخصي فيما يخص قضية مولاي عمر بنحماد و الأستاذة فاطمة النجار، نسأل الله الفرج و التباث لكل مبتلى بمكائد المخزن. (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون).