كشف مصدر موثوق بالحسيمة، أن باشا المدينة اتصل بعدد من عائلات معتقلي حراك الريف، لمناقشة طلب استعطاف للملك حول العفو الملكي، مشيرا إلى أن الوالي سيعقد لقاءً مع عائلات المعتقلين اليوم الجمعة بخصوص الموضوع. وأضاف المصدر ذاته، أن مجموعة من العائلات رفضت العرض بحجة أن أبناءهم "معتقلين ظلما" وأن "طلب العفو عبر استعطاف هو إقرار ضمني بالذنب"، لافتا إلى أن الوالي سبق له في لقاء مع شخصيات سياسية بالحسيمة، أن لمح إلى إمكانية إصدار عفو ملكي عن المعتقلين. من جهة أخرى، أكدت عائلات بعض المعتقلين أنها ستخوض اعتصاما مفتوحا بساحة محمد السادس بالحسيمة التي يسميها نشطاء الحراك ب"ساحة الشهداء"، وذلك ابتداء من يوم العيد، من أجل المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين. وكان الناشط الأمازيغي والصحفي منتصر إتري، قد كشف أنه تم توزيع منشورات "طلب العفو" على معتقلي حراك الريف المتواجدين بالسجن المحلي بالحسيمة، مشيرا أنه تم أيضا إرسال استدعاءات لعائلات المعتقلين من أجل الحضور إلى مقر عمالة إقليمالحسيمة لذات الغرض. واعتبر إتري أن تصرف السلطة "هو اعتراف رسمي ببراءة المعتقلين من كل التهم الملفقة والمفبركة والمطبوخة التي ألصقت بهم، واعتراف متأخر من طرف النظام على أن النشطاء المعتقلين أبرياء ومطالبهم مشروعة واحتجاجاتهم سلمية، واعتراف صريح بهزيمة المخزن في مواجهة الحراك، وفي مواجهة شباب مقتنعين تماماً بعدالة قضيتهم". وأوضح في تدوينة له على فيسبوك، أن "هذه الخطوة يسعى من خلالها "النظام" إلى إنقاذ ماء وجهه لكن دون أن يظهر ذلك كما عادته"، مشيرا أن "ما يهمني شخصياً هو الإفراج فوراً عن كافة المعتقلين دون قيد أو شرط، بأي طريقة، ولست هنا للمزايدات "الفيسبوكية" بحرية الشباب الأبرياء وبخروجهم من غياهب السجون واعتناقهم لأهلهم وذويهم والعودة إلى بيوتهم". وشدد الصحفي بجريدة "العلم الأمازيغي"، على أن "قرار قبول "العفو" أو رفضه من طرف معتقلي الحراك، يعود لهم أولاً وأخيراً، هم فقط من يملكون كامل الصلاحيات في القبول بما يريدون، ورفض ما يرونه غير مناسب، لأنهم المعنيون به، غير ذلك مجرد كلام أرى فيه نوع من "الراديكالية الفيسبوكية" الفارغة وغير المسؤولة". واعتبر أن أي رفض ل "العفو" هو "نوع من المزايدات على ظهر معتقلين أبرياء زج بهم في غياهب السجون، وعائلات تكابد السهر والسفر والتعب والشمس والصوم.. لزيارة فلذات أكبادهم".