قال الكاتب والباحث حسن أوريد، إن الأحداث الأخيرة التي عرفتها المملكة ما بعد 20 فبراير، وخصوصا في الريف، تدل على أن المغرب مقبل بدون شك على مشهد سياسي جديد. وأوضح أوريد الذي كان يتحدث في ندوة بإنزكان حول "المغرب ما بعد دستور 2011″، من تنظيم المجلس الجماعي لإنزكان، أن نخب حكم ما بعد الاستقلال فشلت في امتحان الديمقراطية سواء مع اليوسفي أو مع بنكيران. وأشار مؤرخ المملكة السابق، إلى أن النخب التي قادت المغرب بعد الاستقلال لم تفلح في تجاوز فخاخ المستعمر، مبرزا أن المغرب أخذ استقلالا مبتورا ولذلك ما يزال يدفع الثمن إلى اليوم. واعتبر أن فشل النخب الحاكمة الحضرية، أدى إلى إضفاء الشرعية على العمران البدوي والذي سيكون له الشأن في المستقبل القادم، مشددا على أنه "لا شيء سيتم مستقبلا دون العمران البدوي أو الهامش". ونبه المصدر ذاته، إلى أن "هناك أزمة تعتمل في المشهد السياسي لم يسلم منها لا الأحزاب الوطنية ولا الإدارية، أما حزب العدالة والتنمية فيكفي ما قاله بنكيران من أن الحزب ضربه زلزال وأنه في أزمة". وأوضح أن العالم اليوم ككل يعيش إعادة هيكلة عميقة، مشيرا أنه "لأول مرة سيفقد الغرب قيادة العالم بعد 4 قرون من القيادة"، منبها إلى أنه "ينبغي معرفة موقف القوى العظمى من المغرب وعلى رأسها أمريكا خاصة أن العام الماضي عرف توترا بعد تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية وما تلاه من استدعاء الرباط للسفير الأمريكي". وأشار أن الدينامية الداخلية كانت دائما تتأثر بالعامل الخارجي وعادة ما يكون هذا العامل إما كابحا أو دافعا، مشيرا إلى أن أحداث سبتمبر وما تبعها على مستوى المغرب عرفت زيغا على أكثر من مستوى سياسي وأمني، وخصوصا فيما يسمى تدبير الحقل الديني. ولمح الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي، إلى إمكانية حضور أمريكا بشكل أو بآخر في ما يعرفه المغرب من حراك، مشددا على ضرورة استحضار العامل الخارجي في ما يعرفه المغرب. واستحضر ما سيقوم به الرئيس الفرنسي ماكرون الذي قال إنه سيكون رئيسا مختلفا وستنهج فرنسا على عهده سياسة جديدة تجاه شمال إفريقيا، ترتكز أساسا على قيم الجمهورية الفرنسية (الحرية الحقوق والمساواة)، معتبرا أن فرنسا ماكرون ستغلب القيم الكونية على المصالح الخاصة.