دعا القيادي في حزب العدالة والتنمية، أحمد الشقيري الديني، إلى محاسبة هيئة التحكيم الوطنية لحزب المصباح، بسبب ما اعتبره "عدم انتباهها للاختلالات التي قدمها بوخبزة ضد إدعمار". وأشار عضو المجلس الوطني للحزب وعضو الأمانة العامة السابق، أن إسقاط المحكمة الدستورية لمقعد محمد أدعمار عن دائرة تطوان، يدل على أن "الأمين بوخبزة كان على حق في انتقاده طريقة اختيار إدعمار"، وفق تعبيره. وفقد حزب العدالة والتنمية، مقعدا برلمانيا عن الدائرة الانتخابية المحلية تطوان، بعد الطعن الذي تقدم به نور الدين الهروشي بصفته مرشحا فائزا عن حزب الأصالة والمعاصرة، ضد انتخاب محمد ادعمار في الاقتراع الذي أجري في 7 أكتوبر 2016. واستندت المحكمة الدستورية في إصدار قرارها بإلغاء مقعد محمد ادعمار، بأن هذا الأخير سخر وسائل مملوكة للجماعة من ناقلات وحواجز، في استغلال لصفته كرئيس جماعة ترابية، لتنظيم مهرجان انتخابي بساحة المسرح بتطوان بتاريخ 30 شتنبر 2016. كما رفضت المحكمة ذاتها، طلب محمد ادعمار الرامي إلى إلغاء انتخاب كل من راشيد الطالبي العلمي ومحمد العربي أحنين ونور الدين الهروشي ومحمد الملاحي أعضاء بمجلس النواب. يأتي ذلك بعد يومين فقط من توصل الكتابة المحلية للحزب بتطوان، بقرار حلها من طرف الكتابة الجهوية للحزب بجهة طنجةتطوان بموافقة الأمين العام للحزب عبد الإله ابن كيران، وذلك في ظل الصراعات والانشقاقات التي عرفها حزب المصباح في هذه المدينة منذ الانتخابات الجماعية السابقة. وكانت جريدة "العمق" قد كشفت أن الأمين العام للحزب، وافق على القرار بعد جلسة مطولة مع أعضاء الكتابة الجهوية تمت خلالها مناقشة الأوضاع الداخلية للحزب بتطوان، مشيرا إلى أن الكتابة الجهوية هي من ستتولى تدبير هذه المرحلة في تطوان إلى حين إعادة هيكلة الحزب محليا. وكان القيادي السابق وأحد مؤسسي حزب المصباح بتطوان، الأمين بوخبزة، قد وجه اتهامات لزميله في الحزب محمد إدعمار، بارتكاب اختلالات تنظيمية من أجل تصدر لائحة حزبه في الانتخابات التشريعية، وهو ما نفاه إدعمار، قبل أن تتدخل الأمانة العامة وتقيل بوخبزة خاصة بعد أن قرر الترشح ضمن لائحة مستقلة في انتخابات 7 أكتوبر. وكان عدد من أعضاء الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بإقليم تطوان، قد قدموا قبل أيام قليلة، استقالة جماعية من الكتابة، وذلك في رسالة وجهوها إلى المدير العام للحزب في الرباط، مبررين ذلك بأنه جاء نتيجة "تراكم المشاكل التنظيمية وعجز الحزب على المستوى الجهوي والأمانة العامة عن التدخل لحلها". وأرجع المستقيلون أهم أسباب استقالة أعضاء المكتب الإقليمي، حسب رسالة الاستقالة، إلى ما وصفوه ب "التجاوز المتكرر والمستمر لاختصاصات المكتب الإقليمي من طرف الكاتب المحلي بتطوان، ومكتب تواصل البرلمانيين باعتبارهما نائبين عن الإقليم". يُشار إلى أن حزب العدالة والتنمية بتطوان، عرف في السنتين الأخيرتين مشاكل تنظيمية حادة، وصلت إلى حد تقديم عدد من الأعضاء استقالتهم، وذلك في ظل تبادل الاتهامات بين الكتابتين الإقليمية والمحلية حول حصول تجاوزات وخروقات تنظيمية بالحزب، حيث تفجرت الأزمة إبان الانتخابات الجماعية في 2015، بين القيادي البارز ومؤسس الحزب بتطوان، الأمين بوخبزة، ورئيس الجماعة الحضرية لتطوان والبرلماني عن نفس الحزب، محمد إدعمار، وهو ما خلق حالة احتقان واستقطاب وتوتر شديد بالحزب محليا في ظل وجود تيارين متصارعين. وكانت هيئة التحكيم الجهوية لحزب العدالة والتنمية بجهة طنجةتطوان، قد أقالت الكاتب المحلي للحزب، أحمد بوخبزة، من جميع مسؤولياته الحزبية، في دجنبر 2016، وذلك على خلفية "تهجمه خلال الاستعداد للحملة الانتخابية ل 7 أكتوبر الماضية على الكتابة الإقليمية للحزب، وضربه لأحد أعضائهما ومحاولة تعنيف آخر"، حسب ما ذكر مصدر "العمق". وسبق للهيئة المركزية للتحكيم بالحزب، أن جمدت عضوية الأمين بوخبزة، شقيق أحمد بوخبزة، على خلفيات مشاكل تنظيمية متراكمة كان أبرزها الخروج الإعلامي للأمين بوخبزة حيث وجه اتهامات متعددة لإدعمار وأعضاء آخرين في الحزب، إضافة إلى ترشحه في لائحة مستقلة خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة والتي خرج منها خاوي الوفاض.