خرجت ساكنة مجموعة من الجماعات المحلية بإقليمالحسيمة في مسيرات احتجاجية تضامنا مع متزعم حراك الريف ناصر الزفزافي الذي تحاول السلطات الأمنية اعتقاله على خلفية احتجاجه بمعية مصلين اليوم الجمعة داخل مسجد "ديور المالك" بالحسيمة. وندد المشاركون في المسيرات الاحتجاجية التي عرفتها عدد من مناطق إقليمالحسيمة بمحاولة اعتقال الزفزافي أحد متزعمي حراك الريف، مرددين شعارات تطالب برفع العسكرة والحصار عن الريف. واستنكر المحتجون المقاربة الأمنية التي تتعامل بها الدولة مع المطالب الاجتماعية للساكنة واتهام الحراك بالفتنة بعد تعميم خطبة لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية على مساجد الإقليم تتحدث عن "الفتنة". وأصدر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، أمرأ بإلقاء القبض على ناصر الزفزافي، قائد الاحتجاجات بالريف، قصد البحث معه وتقديمه أمام النيابة العامة. وأعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، اليوم الجمعة، أنه أمر بفتح بحث في موضوع إقدام ناصر الزفزافي بمعية مجموعة من الأشخاص على ما سماه "عرقلة حرية العبادات داخل مسجد محمد الخامس بالحسيمة"، و بإلقاء القبض عليه قصد البحث معه وتقديمه أمام النيابة العامة. وكانت مدينة الحسيمة، قد شهدت زوال اليوم الجمعة، مواجهات بين الأمن ومتظاهرين، بعد محاولة أفراد من القوات العمومية اعتقال ناصر الزفزافي، قائد احتجاجات حراك الحسيمة، مباشرة بعد صلاة الجمعة. وأظهرت مقاطع البث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي، محاولة الأمن اعتقال الزفزافي فوق منزله بأحد الأحياء الشعبية بالمدينة، حيث احتشد العشرات من النشطاء لمنع الأمن من الاقتراب من الزفزافي، قبل أن تتطور الأمور إلى مواجهات بين الطرفين استعملت فيها الحجارة. وقال متظاهر في كلمة عبر "البث المباشر"، إن الأمن "فشل في اعتقال الزفزافي بعدما استطاع الخروج من الحي بعد اندلاع المواجهات بين الأمن ومتظاهرين"، نفس الأمر أكده ناشط آخر كتب على صفحته بفيسبوك: "ناصر الزفزافي بخير وهو متواجد خارج مدينة الحسيمة الآن". وكان الناشط ناصر الزفزافي، أبرز متزعمي حراك الريف، قد هاجم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بعد تحذيرها للمصلين من الفتنة، خلال خطبة الجمعة بمسجد "ديور المالك" بالحسيمة، وذلك على خلفية الحراك الذي يعرفه إقليمالحسيمة، متسائلا بالقول: "هل المساجد لله أم للمخزن". وظهر الزفزافي على شريط فيديو، داخل مسجد "ديور المالك" بالحسيمة، وسط عدد من المصلين، وهو يلقي خطابا هاجم فيه إمام المسجد بعد تلاوته لخطبة وزارة الأوقاف التي كان موضوعها حول "الفتنة" وهو ما أثار غضب الزفزافي وعدد من المصلين الذين احتجوا على الإمام، وقال "لو كانت له الجرأة ويدعي نفسه إماما لقال كلمة الحق". وقدمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، روايتها بخصوص الأحداث التي شهدها مسجد "ديور المالك" بالحسيمة، خلال خطبة الجمعة هذا اليوم، حيث أوضحت أن "شخصا تعمد الإخلال بالتقدير والوقار الواجبين لبيوت الله أثناء صلاة الجمعة بمدينة الحسيمة مما أفسد الجمعة وأساء إلى الجماعة"، في إشارة إلى ناصر الزفزافي، قائد احتجاجات الحسيمة. وأوضحت وزارة التوفيق في بلاغ لها اليوم الجمعة، أن "أحد مساجد مدينة الحسيمة شهد أثناء صلاة الجمعة، فتنة كبيرة حين أقدم شخص على الوقوف والصراخ في وجه الخطيب ونعته بأقبح النعوت، فأحدث فوضى عارمة ترتب عنها عدم إلقاء الخطبة الثانية مما أفسد الجمعة وأساء إلى الجماعة".