حصل جمال المحافظ الصحافي الباحث في مجال الاعلام والاتصال مدير الاعلام السابق بوكالة المغرب العربي على الدكتوراه في القانون العام، بميزة مشرف جدا، على بحث تحت عنوان "النقابة الوطنية للصحافة المغربية : السياقات والتحولات 1963 2011 " كأول أطروحة جامعية تقارب موضوع العمل النقابي في الوسك الاعلامي. وكانت لجنة المناقشة تتألف من الدكتور الحسن بوقنطار مشرفا ورئيسا من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال والأساتدة :محمد الصوفي وعبد الرحيم منار اسليمي وهما من نفس الكلية وكلا من أحمد بوز وحسن طارق من كلية الحقوق السويسي . وتناولت هذه الأطروحة التي تقع في أزيد من 400 صفحة، في مقدمة عامة إشكالية ومنهجية وأدوات البحث وبعدها سياقات تأسيس نقابة الصحافة في يناير 1963 على ضوء التحولات العامة السياسية والنقابية والقانونية المؤطرة للأداء الصحافي النقابي. ورصد الباحث عبر عملية تحقيب التحولات الناشئة على ضوء إرهاصات العمل الصحفي والفعل النقابي ارتباطا بملابسات النشأة والمرامي المنشودة من تأسيس النقابة، والمآلات التي واجهت هذا التنظيم النقابي وتأثيراتها المختلفة . ومدى تأثير تلك العلاقات بين الدولة والصحافة في ومواكبة الاعلام للسياسات العمومية، والدفاع عن حرية التعبير والرأي، والمراحل التي قطعتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية من تنظيم ظل الى غاية أول جمع عام تعقده النقابة سنة 1984 مقتصرا على عضوية مدراء الصحف الى نظام مختلط بين الصحفيين والمديرين انتهاءا بالصحفيين فقط. وبعدما توقف الباحث في هذا السياق عند أبرز المحطات التاريخية والتحولات التتنظيمية لمسارات وامتدادات النقابة، ارتباطا بالمتغيرات التي طالت بنيتها القانونية والتنظيمية ووظائفها منذ النشأة الى 2011 قام بمقاربة التحولات التي شهدتها نقابة الصحافة وسياقاتها على المستويين العام والخاص، في ظل النزوع نحو استقلالية المجتمع المدني، وبدايات التحول الديمقراطي والتناوب التوافقي، وتأثيرات ذلك على أداء هذا التنظيم وتوجهاته إضافة إلى إبراز الآليات التي تحكمت في محاولات انتقال نقابة الصحافة من ثقافة المواجهة إلى ثقافة "الشراكة"، عبر اسهامها في صناعة مرجعيات جديدة للسياسية الإعلامية. ورغبة في التعرف على المحطات المفصلية في مسار نقابة الصحافة بالمغرب، قام الباحث باستيقاء شهادات عبر مقابلات مباشرة مع أجيال متنوعة من الصحفيين ساهمت عمليا في تأسيس النقابة، وتحملت مسؤولية قيادتها، واضطلعت بمسؤولية تدبير الشأن العام في ما بعد من قبيل عبد الرحمان اليوسفي الوزير الاول ما بين 1998 و2002 وعبد الكريم غلاب أول كاتب عام للنقابة. ومن الجيل الثاني محمد اليازغي الكاتب العام الأسبق للنقابة فضلا عن جيل التغيير في إطار الاستمرارية ممثلا في يونس مجاهد الكاتب العام السابق للنقابة وعبد الله البقالي الرئيس الحالي لنقابة الصحافة والبشير زناكي أحد القياديين البارزين فيها. ولم يتوقف الباحث فقط عند تاريخ مسار النقابة وسياقاتها وتحولاتها، بل ربطت ذلك جدليا بآفاقها المستقبلية، إذ عمل في نفس القسم من البحث، على دراسة اتجاهات وتمثلات الصحفيين المهنيين للعمل النقابي وانتظاراتهم من أدائه، وذلك اعتمادا على مخرجات وخلاصات دراسة ميدانية شملت 24 فكرة طالت عينة من نحو 220 صحافية وصحافيا، من أجيال مختلفة بقطاعات إعلامية ومناطق متنوعة داخل وخارج المغرب. وتضمن البحث خلاصات واستنتاجات مرتبطة بالاشكالية العامة المطروحة والاسئلة المتفرعة عنها وملاحق تتضمن وثائق وصور تعرض لاول مرة فضلا عن المقابلات التي أجراها الباحث.