تظاهر نشطاء أمازيغ بالعاصمة الرباط، صباح اليوم الأحد، في مسيرة احتجاجية ضمن حركة "تاوادا" للمطالبة ب"إنصاف" الأمازيغ وتحقيق العدالة والاجتماعية والكرامة، وذلك تحت شعار: "إمازيغين من أجل وقف الحكرة ونهب الثورة والميز ضد الأمازيغية". إيديا .. وفكري المسيرة التي انطلقت من ساحة باب الأحد في اتجاه مبنى البرلمان، رفع فيها المتظاهرون الذين قدموا من عدة مناطق، شعارات تتهم الدولة بتهميش ساكنة "الهامش" ونقض وعودها في الاستجابة لمطالب الحركة الأمازيغية، محملين الحكومة مسؤولية وفاة الطفلة إيديا بتنغير وبائع السمك محسن فكري بالحسيمة. وردد المحتجون هتافات من قبيل: "إيديا ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح"، "محسن ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح"، "شعب الريف.. قرر إسقاط العسكرة"، رافعين الأعلام الأمازيغية والريفية والكردية ولافتات كُتب عليها: "نعم لإسقاط الظهائر المتعلقة بنزع الأراضي"، "لا لخلط الدين بالهوية"، "لا للبرلمانات العربية في شمال إفريقيا". ترسيم الأمازيغية الناشط الأمازيغي منير كجي، قال في تصريح لجريدة "العمق"، إن "مسيرة تاوادا تأتي استمرار للاحتجاجات المتواصلة منذ سنوات في مختف المدن المغربية"، مشسرا إلى أن المجلس الفيدرالي للحركة قرر تنظيمها هذا العام بالرباط لما للعاصمة من رمزية سياسية خاصة في هذه الظرفية التي تعرفها البلاد بعد تشكيل حكومة العثماني. وأضاف أن المحتجين خرجوا بالرباط اليوم "لتذكير المسؤولين الحكوميين بمطالب الأمازيغيين التي لا يمكن اختصارها في قانون تنظيمي حول ترسيم الأمازيغية ومجلس الوطني للغات، بل إن المشكل يتجاوز ذلك إلى تحقيق العدالة والاجتماعية والتوزيع العادل للثروة ووقف نهب الأراضي وتفويتها لمشاييخ الخليج". وتابع قوله: "البرنامج الحكومي الجديد فضفاض ولم يعطي أفق لترسيم الأمازيغية عبر جدول زمني محدد، والاعتمادات المالية لهذا الورش الكبير غير واضحة، وسننتظر خروج قانون المالية لنرى ماذا رصد للأمازيغية"، لافتا إلى أن "كون العثماني أمازيغي ومشاركة 10 وزراء أمازيغ في الحكومة، لا يعني أنهم سيستجيبون للمطالب، لأن ذلك رهين بوجود إرادة سياسية خاصة في ظل الوعود الكاذبة التي عهدناها من الحكومات منذ سنوات". "التمييز" ضد الأمازيغ الناشط الريفي وكيب الزياني، اعتبر في تصريحه لجريدة "العمق"، أن الدولة تمارس تمييزا ضد مناطق الهامش بسياساتها العمومية، مشيرا إلى أن هذه المسيرة تأتي في ظل "مجموعة من الانتفاضات الشعبية التي يعرفها المغرب، سواء في الريف أو الجنوب الشرقي، خاصة في ظل التعامل الأمني للدولة مع مطالبنا، والذي الشطط تجاوز المقاربة الأمنية إلى ما يشبه المقاربة العسكرية في الريف، والشطط في استعمال السلطة". وأضاف بالقول: "نطالب المخزن أن يستجيب إيجابيا مع مطالب الساكنة، لأن الفوارق الاجتماعية التي يعيشها الناس على مستوى الهامش لا تتصور، والمواطن حين يتعرض للمرض لا يجد حتى سيارة إسعاف التي تنقله إلى المستشفى، وحين يذهب ينتظر شهورا من أجل موعد التطبيب"، معتبرا أن الاهمال الطبي هو سبب وفاة العديد من المواطنين وآخرهم الطفلة إيديا بتنغير، على حد قوله. تنزيل الاعتراف الدستوري رئيس جمعية "صوت المرأة الأمازيغية"، أمينة زوال، طالبت الحكومة بأجرأة الاعتراف الدستوري بالأمازيغية وتنزيله على أرض الواقع، مشيرة في تصريح لجريدة "العمق"، إلى أنه "إلى يومنا الحالي لا توجد الأمازيغية في الإدارة والإعلام وفي الفضاء العمومي، وهناك تراجع عن الحقوق الثقافية في المغرب". بدورها اعتبرت هناء بادي، عضو تنسيقية "تاوادا"، أن أهم مطالب المحتجين هو "وقف الحكرة والعسكرة وتهميش الأمازيغ والأمازيغية"، مردفة في تصريح لجريدة "العمق" بالقول: "نحن السكان الأصليون لهذا البلد ونستحق أفضل مما نعيش اليوم، والحكومة إذا أرادت النجاح وعدم سخط الشعب، عليها أن تأخذ بعين الاعتبار الأمازيغية كمكون أساسي في أي قرار ستتخذه".