قال رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الإله بنكيران، إن أي شخص انتدب نفسه للعمل في المجال العام إلا وجد نفسه أمام أربع خيارات لا غير. وأوضح بنكيران في كلمة له في الحفل التأبيني الذي أقامه حزب الاستقلال بمناسبة الذكرى الأربعينية لوفاة الأمين العام الأسبق للحزب امحمد بوستة، أن الخيار الأول هو التيار الثوري الجدري الذي لا يرى امكانية الإصلاح إلا عبر التغيير الجذري للنظام القائم. وأضاف أن الخيار الثاني هو خيار الانبطاح الذي يحصل مقابله صاحبه على عرض الدنيا والمال، أما الخيار الثالث، بحسب بنكيران، فهو خيار تهميش الذات وتفضيل الانزواء إلى الهامش وعدم المشاركة في الفعل السياسي. وأبرز أن الخيار الثالث هو خيار الإعتدال، معتبرا أن الأخير هو أصعب الطرق في الإصلاح وهي الطريق التي سلكها الراحل امحمد بوستة، مشيرا أن هذا الطريق يعرض صاحبه لمعاناة شتى، ومضايقات من المتطرفين سواء في اليمين أو اليسار أو ممن يرون في الوطن مجرد كعكة للأكل منها. وشدد بنكيران، على أن بوستة تميز بما تميز به بفضل تمسكه بالعقيدة الإسلامية الصلبة، وهو ما يمكنه من أن يكون مصلحا ومستقيما وزاهدا، مبرزا أن المغرب في حاجة لأمثال بوستة وفي حاجة للمعتدلين الذين لا يترددون في مناصرة المشروعية والتشبث بالملكية الدستورية لا طمعا في مال أو خوف أو جاه.