استمعت هيئة الحكم بالمحكمة الابتدائية بمكناس إلى المتهمين والشهود في قضية الاعتداء على الفتاة القاصر شيماء في كلية العلوم جامعة مولاي إسماعيل، وذلك خلال جلسة ماراطونية دامت أزيد من 9 ساعات. واستطاعت الفتاة شيماء التي تم حلق شعرها وحاجبيها خلال "محاكمة جماهيرية"، التعرف على جميع المتهمين مؤكدة مشاركتهم في الاعتداء عليها، فيما نفى كل المتهمين الاعترافات التي سبق أن وقعوا عليها في محاضر النيابة العامة. وقررت هيئة الحكم مواصلة المحاكمة الأسبوع المقبل للاستماع إلى مرافعات دفاع الطرفين والنيابة العامة، قبل النطق في حق المتهمين المعتقلين، فيما شهدت جلسة المحاكمة عرض شريط يوثق مشاركة المتهمين في مسيرات سابقة، مع ترديدهم شعارات معادية للنظام والدولة المغربية. وكانت عناصر الأمن قد اعتقلت أواخر شهر أبريل الماضي عددا من المحسوبين على الفصيل اليساري الراديكالي المذكور، على خلفية الجريمة التي هزت الجامعة المغربية، بعد أن عمد عناصر "البرنامج المرحلي" إلى عقد ما يسمونه "محاكمة جماهيرية" في حق الفتاة القاصر شيماء التي تشتغل في مقصف الكلية، والحكم عليها بحلق شعرها واجتثاث حاجبيها، إضافة إلى تعنيفها وتعنيف شقيقتها التي حاولت إنقاذها من بطش الفصيل المعروف بتبنيه للعنف. وكان وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمدينة مكناس، قد قرر متابعة 9 متهمين في حالة اعتقال، محسوبين على ما يسمى "فصيل النهج الديمقراطي القاعدي – البرنامج المرحلي" الذي كان وراء الاعتداء الشنيع الذي تعرضت له شيماء داخل الحرم الجامعي. ويتابع جزء من المعتقلين في قضية الاعتداء على الفتاة القاصر شيماء، بتهم "الاحتجاز، والتعذيب والجرح العمدين باستعمال السلاح في حق قاصر دون سن الثامنة عشر، والتهديد باستعمال السلاح، والإيذاء، والسرقة، وحيازة السلاح في ظروف من شأنها الإخلال بالنظام العام". وحسب المحضر الصادر عن وكيل الملك بالمحكمة ذاتها، يتابع المتهمون الباقين من التسعة بتهم تتعلق ب"الاحتجاز، ومحاولة إضرام النار عمدا، والتهديد بالقتل، والتهديد باستعمال السلاح، وحيازة السلاح في ظروف من شأنها الإخلال بالنظام العام، واقتحام مؤسسة جامعية، وعرقلة سير العمل والدراسة بمرفق عمومي، وإتلاف منشآت معدة للمنفعة العامة، وإلحاق خسائر مادية بملك الغير". إلى ذلك، مازال المسؤول الأول في فصيل "النهج الديمقراطي القاعدي – البرنامج المرحلي" زوهير بلعياشي الذي تتهمه شيماء بالقيام بعملية حلق شعرها وحاجبيها مع زكية بيا، (مازال) حرا طليقا يتجول ببعض مرافق الجامعة، في الوقت الذي صدرت في حقه رفقة أربعة آخرين مذكرة بحث وطنية، ولم يتم إلقاء القبض عليهم إلى حدود اليوم. وأكدت مصادر طلابية متطابقة لجريدة "العمق المغربي" في وقت سابق، أن المتهم المذكور ظهر عدة مرات بعد الحادث في الحي الجامعي بمدينة مكناس، وأنه ظل يقطن بإحدى الغرف بالجناح "سي" إلى غاية نهاية شهر يونيو. ويشار إلى أن زوهير بلعياشي قيادي في فصيل "النهج الديمقراطي القاعدي – البرنامج المرحلي" بجامعة مكناس، وأنه من نطق بحكم حلق رأس وحاجبي شيماء في "المحاكمة الجماهيرية" التي شهدتها كلية العلوم يوم الثلاثاء 19 ماي، حسب ما سبق أن أكدته ضحية الاعتداء في تصريح سابق بالصوت والصورة لجريدة "العمق المغربي".