قال أستاذ العلوم السياسية، عبد الرحيم العلام، إن التحالف الحكومي الذي أعلنه رئيس الحكومة المكلف سعد الدين العثماني، اليوم السبت، يشكل صفعة ثانية لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، وتظهر أنه كان المسؤول عن حالة "البلوكاج" التي استمرت لأزيد من 5 أشهر، بدليل وقوف زعماء الأحزاب الذين رفض بنكيران دخولهم إلى الحكومة، إلى جانب العثماني في المؤتمر الصحفي مساء اليوم. وفسر العلام في تصريح لجريدة "العمق"، تنازل العثماني عن الشروط الذي فرضها بنكيران في مشاروته لتشكيل الحكومة، برد الدين لزميله في الحزب، بعد قبول بنكيران إعفاء العثماني من وزارة الخارجية 2013، واعتباره "شهيدا" للمصلحة الوطنية، مضيفا أن العثماني قبل إعفاءه من منصب وزير الخارجية عن مضد، وجاء الوقت ليرد الأمر لبنكيران وضحي به من أجل "المصلحة الوطنية". وأوضح المحلل السياسي، أن التحالف الحكومي الجديد، أظهر أيضا أن هناك شخصنة لعملية التفاوض، مشيرا إلى أن المرحلة السابقة دبر فيها بنكيران المشاورات بشكل شخصي، فيما المرحلة الحالية بعد الإعفاء دبر العثماني المشاورات بطريقة أخرى وقبل بما لم يقبل به بنكيران. وفي نفس الصدد، قال العلام إن التحالف الحكومي الجديد أظهر أن هناك إكمالا لمسلسل إضعاف مسيرة الانتقال الديمقراطي بالمغرب، معتبرا أن طريق تشكيل الحكومة من طرف العثماني عرفت تراجعات لأن الحزب الأول ليس بمقدوره أن يختار بنفسه الأحزاب التي يريد أن يتحالف معها، وأن هناك من يفرض عليه ما يجب أن يكون. وأعلن رئيس الحكومة المكلف سعد الدين العثماني، مساء اليوم السبت، عن تشكيل حكومته بصفة رسمية، مشيرا إلى أن الحكومة المقبلة ستتكون من 6 أحزاب وهي الأحرار والاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية، بالإضافة إلى حزب العدالة والتنمية. وقال العثماني في تصريح للصحافة بمقر حزبه، بحضور زعماء الأحزاب الخمسة، إن السبب الذي دفعه إلى تشكيل الأحزاب الحكومة المقبلة، هو عزمه الحازم لتجاوز العقبات التي تسببت في تأخير تشكيل الحكومة على عهد بنكيران، متعهدا بأن تفتح الحكومة المقبلة بابا واسعا للانتاج وخدمة تطلعات المواطنين، حسب قوله.