بعد إعفاء سعد الدين العثماني من منصب وزير الشؤون الخارجية والتعاون، تحدث رئيس الحكومة وقتئذ عبد الإله بنكيران، بعد فترة قصيرة، عن إعادة "الكرامة" له، لكن العارفين بخبايا الأمور في حزب العدالة والتنمية يدركون أن التيار لا يسري دائما بنفس القوة بين الرجلين، والآن بعد أن أعيدت "الكرامة" للأول بتعيينه رئيسا للحكومة، وبعد أن "أُهين" الثاني بإعفائه من المنصب ذاته، هل سيسهل بنكيران مهمة العثماني، داخل الحزب أولا؟ يفيد مصدر قريب من بنكيران أن هذا الأخير كان يعلم "علم اليقين" بتعيين العثماني رئيسا للحكومة، قبل إعلان ذلك من طرف القصر الملكي، ويؤكد المصدر ذاته أن رئيس حكومة تصريف الأعمال يتمنى أن ينجح خلفه في تشكيل الحكومة مع الاحتفاظ طبعا بنفس المنهجية التي اعتمدها في المشاورات، من خلال التمسك بالتحالف الرباعي وعدم ضم حزب إدريس لشكر إليه. في سياق متصل، لن يستطيع بنكيران، وهو أمين عام "البيجيدي" ذو الكاريزما، إلا أن يزكي العثماني، رغم ما كان بينهما من "جفاء" في بعض الأحيان، خصوصا عندما انتزع هو زعامة الحزب منه في المبتدأ، وعندما كان العثماني "ينتقد" على استحياء التمديد لبنكيران في المنتهى. ومن المنتظر أن ينزل بنكيران بكل ثقله خلال اجتماع المجلس الوطني لحزبه (للتذكير العثماني هو رئيس برلمان الحزب هذا) ليوم غد من أجل الالتفاف حوله و"تقويته" لمواجهة التحديات التي تنتظره، وأولها مشاورات تشكيل الحكومة وتجاوز البلوكاج الحاصل فيها.