لم يعد شيئا مدهشا ولا صادما رؤية بعض الكائنات الغريبة. بل ان غرابتها اصبحت متوقعة مع اقتراب موعد اي استحقاق انتخابي. ما نكاد مقبلين على محطة انتخابية، حتى نجدهم قد أجادوا صنع الخرافات، واختلاق التمثيليات، والكذب هنا والتضليل هناك. شهور قليلة تفصلنا عن موعد الاستحقاقات التشريعية المقبلة، وأواصل الاستبداد والتحكم قد بدأت بالاشتغال ليل نهار من اجل تشويه صورة حكومة عبد الاله بن كيران رغبة في تدني شعبيته. والغريب في الأمر انهم لا يقدمون على صنع طيب ولو مزاحا. لعل كل هذا الجهد في تضليل الرأي العام والكذب عليهم افند في تقديم مقترحات هادفة مفيدة لهذا البلد العزيز، ولعلهم تنافسوا على الخير حتى يعود بالنفع على الجميع. لكن، لا ننسى لهؤلاء المساكين جهدا بدلوه في تقديم بعض المقترحات والنضال من أجل تنزيلها على ارض الواقع. فمنهم من أراد تعديل نص قرآني وناضل ليجعل الرجل والمرأة في الإرث سواء، وكان بذلك قد تجرأ على مس أصل من أصول الدين وزعزعة ثوابت الوطن والأمة. في حين ناضل الآخر من أجل تقنين زرع القنب الهندي، ولعل في ذلك غاية كبيرة هو يعلمها. واختار غيرهم ترسيم اللهجة المغربية " الدارجة " لاقبار لغة الضاد. وهاهم اليوم يودون تحقيق اهدافهم المنشودة عن طريق وضع التربية الدينية مكان التربية الإسلامية في المناهج التعليمية، وغيرها من المقترحات البليدة والغبية والملغومة في جوهرها. هذه الكائنات الغريبة للأسف ما استطاعت ولن تستطيع العيش وسط المجتمع. كائنات خلقت لتعيش بمفردها من أجل مصالحها ورغباتها ونزواتها، بعيدا عن أي تفكير في الآخر بمنطق ثابت واقعي ومجرد. وتجدر الإشارة الى ان بعض المنابر الإعلامية المقيتة هي بدورها ضمن هذه الفئة وامتدادا لها. غير أن هذه الأخيرة وللأسف لا تمهل نفسها وقت التدقيق والتحقيق والكشف عن القول الدقيق، بل انها ما فتأت تسمع شرارة هنا أو هناك حتى تصنع بها بوقا يمتد في كل الأرجاء. المغاربة شعب ذكي لا تزعزعه التفاهات، وإنما يضل وفيا لأصله ومبدئه وثوابته، وقيمه الدينية والوطنية. فلا نامت أعين المفسدين والانتهازيين ذوي المصالح الشخصية. وشلت أيدي كل ناشر للباطل متستر عنه، ومخف للحق متجاهل إياه.