يؤسفني أن أعبر عن غضبي الشديد واستنكاري واستنفاري واستهجاني وأن أستعين بكل قواميس التنديد، بدخول نفايات دول أجنبية إلى بلدي الحبيب، وأعلن من هذا المنبر أنني سأحاكم المسؤولين عن استيراد هذا "الزبل الإفرنجي" وإدخاله إلى بلاد المسلمين. أيها المسؤولون الفاشلون: إن الافتتان بالغرب جعلكم تعشقون "زبلهم" إلى حد الهيام، وتتبركون بعجلاته المطاطية في أفران مصانعكم وتتمسحون ببلاستيكه لإدارة محركات معاملكم الضخمة. وترخصون لمراكبه أن تطأ مياه موانئنا الزرقاء الصافية. سأحاكمك أيتها الوزيرة، وسأنتدب أمهر المحامين للدفاع عن حقوقي، وسأتوجه للمحكمة الدولية أن لزم الأمر.. حتى تقرر في حقك عقوبة الإعدام خنقا بروائح "الزبل الحايل"، لأنك تجرأت وتواطأت مع مافيا تهريب الأزبال التي تحترق لتنفث دخانا يمطر ذهبا وفضة في جيوبهم ويغشى الناس بسموم قاتلة وأوبئة مزمنة. سأنتفض وأحتج وأنظم المظاهرات صباح مساء في كل شارع وفي كل زنقة، وسأظهر لكم أيها المسؤولون الفاشلون، أن الكثير يحبونني وسيساندونني ويرفعون الشعارات المساندة لي. فأنا ابن البلد وأنا منكم وإليكم وأدافع حتى لا تدنس أعينكم وأنوفكم بأزبال غريبة عنكم، وخاصة إذا "رُقدت" بحمض الكراهية وصديد الاستعلاء ووباء الدونية والخنوع. ويحق لي أن أسائل الوزيرة التي تعمل بالمثل القائل "فقيه الدوار ما تحب يدو" " ومطرب الحي لا يطرب": ..لماذا لم تستشر معي بخصوص هذا القرار المصيري؟ بل تحدت بكل وقاحة العلاقة المتينة التي نسجتها مع المواطنين، وأنا المعروف في كل مدينة وقرية ومدشر، رغم أني لست فاعلا سياسيا مباشرا، ولكن يقول المثل "لي ما عرفك خسرك"، وأندد بتهميش الكفاءات الوطنية وإعطاء الأولوية لكل ما هو أجنبي. وعليه أعلن وأنا بكامل قواي العقلية والجسدية أنا المسمى "زبل المغرب" عن إضراب مفتوح عن الطعام وكذا الرفع من مستوى روائحي إلى أقصى الدرجات، وإعطاء الأوامر لجميع الأجهزة التابعة لي من "واد حار" و "بركاصات" و "مطارح" و "سطولا دياولي" و "شطابات" و "ميكات" و "شاحنات"... إلى إعلان بداية ثورة " الربيع الزبلي" والانتفاضة في وجه كل من تسول له نفسه الاستقواء "بالزبل الأشقر" من أجل التحكم والاستبداد في حق "زبلنا الأصيل" والاستمرار فيها بكل عزم وإصرار حتى النصر والعودة إلى استعمال المنتوج الوطني الذي سيساهم في اقتصاد البلاد. وإنه لثورة حتى النصر وما ضاع "زبل" وراءه بركاصة. الإمضاء: "زبل المغرب"