كشف الباحث والأستاذ الجامعي محمد الفايد، لأول مرة، إقدام وزارة الفلاحة والصيد البحري على عزله من مهنة التدريس بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، منذ أزيد من سنتين، وامتناع إدارة المعهد المذكور عن تنفيذ القرار القضائي النهائي الصادر عن المحكمة الإدارية، والقاضي بتسوية وضعيته الإدارية وتعويضه ب 2000 درهم عن كل يوم تأخير عن تنفيذ قرار المحكمة. وأوضح الفايد في بلاغ نشره عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "في شهر يوليوز من سنة 2015 أصدر وزير الفلاحة والصيد البحري قرارا وزاريا بإنهاء إلحاقي كأستاذ جامعي بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، وإعادة تعييني موظفا بالسلم 10 بالمديرية الجهوية للفلاحة لجهة الرباطسلا زمور زعير". وأرجع الباحث ذو الصيت الدولي الذائع في مجال التغذية والسلامة الصحية، سبب عزله إلى مشكل داخل المؤسسة حيث أن "بعض الأساتذة كانوا دائما محرجين من كون مساعد تقني أصبح أستاذ التعليم العالي درجة "، وتحاشى اتهام أي جهة بأن يكون لها يد في عزله، كما اعتبر المسألة ب "البسيطة" وأنها "تتعلق بمشكل داخل المؤسسة فقط". وشدد الفايد في تدوينته على أن "عزل أستاذ التعليم العالي درجة C، وإعادة تعيينه كموظف سلم 10 لا يقبله العقل ولا الخيال"، مضيفا "فهنا لا نتكلم عن تجاوز وإنما عن جريمة، لأن الموت الاجتماعي أشر من الموت السريري، فالدكتور محمد فائد كباحث لا حياة له خارج المجال الجامعي". وأكد الباحث نفسه على أن المحكمة الإدارية بالرباط قضت ابتدائيا واستئنافيا وقطعيا بتسوية الوضعية والحقوق المترتبة، غير أن إدارة المعهد رفضت تنفيذ قرار المحكمة الإدارية القطعي، الأمر الذي دفع إلى متابعة المسطرة القانونية على إثر محضر الامتناع بالغرامة التهديدية، وحكمت المحكمة بمبلغ 2000 درهم عن كل يوم تأخير. ووجه الفايد انتقاده الشديد لوزير الفلاحة والصيد والبحري قائلا "ربما يقدر وزير الفلاحة على قطع راتبي لكنه لا يقدر على قطع رزقي لأنه ليس بيده"، مؤكدا على أنه ظل من سنتين من دون راتب شهري، وأردف بلهجة تحيل على كون جهة ما وراء استهدافه، "فنحن متعودين على الخبز والشاي ولا نخشى الجوع، ثم إن الذي لا يملك شيئا ليس له ما يضيع، وليس له ما يخشى عليه". وتوعد المتحدث بنشر تفاصيل ما لحقه "لكي لا يتكرر في المستقبل"، مشددا على أنه سكت عن نشر الخبر في البداية لأنه "استحيى من نشر مثل هذه الأشياء"، مضيفا "لكن هناك من ظن شيئا آخر"، وأنه "هناك من ظن أننا خائفون"، على حد قوله.