نشر موقع "ذي كونفرسايشن" الأسترالي تقريرا؛ سلط فيه الضوء على الدراسة الحديثة التي نجحت بدحض المعتقد السائد الذي يفيد بأن المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين، وخاصةً القهوة، تعيق نمو الطفل وأنها مضرة لصحته ويجب تجنبها، مبينة أن مادة الكافيين لا تؤثر على نمو الأطفال، ولكن الإفراط من تناولها يتسبب في أثار جانبية أخرى. وذكر الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"؛ أن هذه الفكرة استعملتها الشركات المصنعة للمنتجات البديلة للقهوة في القرن التاسع عشر لترويج منتجاتها. وأظهرت البيانات التي توصلت إليها دراسة أجريت لهذا الغرض في معهد الطب في مدينة بنسلفانيا، ضمن الدراسة الجارية التي يقوم بها الباحثون هناك حول صحة المرأة منذ سنة 1990، أن نمو الفتيات لم يتأثر بنسبة الكافيين التي تناولنها. في المقابل، بينت الدراسة أن الفتيات اللاتي يستهلكن نسبة أقل من الكافيين يتمتعن بنظام غذائي يعتمد على الفواكه والألبان ونسبة أقل من السكر. لذلك، فقد لا يؤثر الكافيين على نمو الأطفال، ولكنه يؤثر على النظام الغذائي للطفل إذا لم يتم تحقيق التوازن بين العناصر الغذائية، وذلك لارتباطه بالعوامل التي تؤثر على الصحة بطرق أخرى. لكن في المقابل، أشار الموقع إلى أن مادة الكافيين الموجودة في مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية والقهوة تؤثر كثيرا على صحة أسنان الطفل واللثة وتسبب التسوس، وذلك اعتمادا على الدراسة الأمريكية التي ضمت الأطفال الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة، والتي بينت أن المشروبات التي يستهلكها ثلاثة أرباع الأطفال هناك تتسبب في تلف الأسنان، أكثر من البالغين، نظرا لنعومة مينا الأسنان لديهم. وذكر الموقع أن استهلاك المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين من شأنه أن يسبب ارتفاعا في عدد السعرات الحرارية للأطفال، والتأثير على نظامهم الغذائي الذي سيقود بهم إلى ارتفاع في الوزن ووضعهم أمام خطر الإصابة بالسمنة في سن مبكرة جدا، إلى جانب خطر إدمان الكافيين وصعوبة التخلص منه. وقال التقرير إن تناول كميات كبيرة من الكافيين من شأنه التسبب في اضطرابات عميقة في أنماط النوم لدى الأطفال، مقارنة بالبالغين، ذلك أن هذه الفئة العمرية تحتاج إلى النوم ساعات كثيرة يوميا، تصل إلى 11 ساعة بالنسبة للأطفال و8 ساعات للمراهقين، وفقا لما توصي به مؤسسة الصحة الأسترالية. وغالبا ما يجد المراهقون صعوبةً في النوم، لأن هذه الفترة من العمر تجعلهم من أكثر العاشقين للسهر إلى جانب الدراسة أو ساعات العمل، ومن شأن مادة الكافيين التي يستهلكونها طوال اليوم أن تزيد من صعوبة النوم لديهم؛ لأن مفعولها يبقى في الجسم لمدة تصل إلى ثماني ساعات، فيما يتأثر الأطفال كثيرا بجرعات الكافيين القليلة نظرا لصغر حجم أجسامهم. وبيّن التقرير أيضا أن استهلاك الجسم لمادة الكافيين يمكن أن يتسبب في العديد من الاضطرابات داخله، كارتفاع معدل القلق واحتمال الغثيان والصداع، بالإضافة إلى تأثيرها الكبير على ضربات القلب للأشخاص الذين يعدون أكثر عرضة لهذه المخاطر. وكشفت دراسة أسترالية، أجريت على مجموعة من الأطفال، أن تناول مقدار ملليغرام واحد من الكافيين لكل كيلوغرام من وزن جسم الطفل، إما عن طريق القهوة أو الشاي أو الشوكولاتة، قد أحدث تغيرات كبيرة على ضغط الدم لديهم ومعدل ضربات القلب، بالإضافة إلى إصابة الكثير منهم بالغثيان. في الختام، أشار الموقع إلى أن تناول كميات محدودة من الكافيين يمكن أن يمتع الجسم بفوائد كثيرة، من بينها تقليل خطر مرض الخرف والاكتئاب والسكري والسرطان. بالإضافة إلى ذلك يعمل الكافيين على تعزيز إحساس اليقظة والتركيز وتحسين المزاج بالنسبة لكل الفئات العمرية على حد سواء، طالما أننا نستهلكها بكمية منخفضة لتجنب التأثيرات الجانبية والإدمان، مع تقليل الجرعة قدر الإمكان بالنسبة للأطفال.