يتساءل الكثير من المتابعين العرب عما إذا كان من الممكن أن تتأثر المنطقة العربية بالزلزال السياسي والاقتصادي الذي ضرب بريطانيا فجر الجمعة، عندما انتهى الاستفتاء الشعبي العام إلى قرار بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وهي النتيجة المفاجئة التي جاءت متناقضة مع كافة استطلاعات الرأي السابقة. هل سنشهد خسارة أم سيكون المكسب هو العنوان بعد ظهور نتائج استفتاء بريطانيا بتصويت نحو 52% من البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، مقابل 48% لصالح البقاء تم إقرار الخروج من الاتحاد الأروربي وعليه ستختلف العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي لتنعكس على العالم كاملاً منها العالم العربي. كوارث العرب بعد عملية فك العقود وفصل الاستثمارات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي سيتم سحب رؤوس الأموال الأوروبية من بريطانيا، ومن البنوك البريطانية بشكلٍ خاص، مما سيرفع نسبة تكلفة الفائدة على الأموال المودعة والمستثمرة في البنوك البريطانية، والتي تشكل الأموال العربية جزءاً لا يستهان منها. وتوقع وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن بعد انسحاب بريطانيا انخفاضاً في أسعار العقارات بنسبة 18%، مما سيسبب الضرر للمستثمرين وملاك العقارات العرب في بريطانيا، بحيث تشكل العائلات الخليجية عُشرَ مُلاك المنازل في لندن، وحسب صحيفة الديلي ميل فقد اشترت العائلات الخليجية من مثل أمراء أبوظبي آل نهيان، ووزراء قطر وغيرهم عقارات بما يقارب 4.4 بليون جنيه استرليني منذ عام 2006. وسيصاحب عملية انسحاب بريطانيا من الاتحاد ارتفاعٌ واختلافٌ مجمل في أسعار مختلف السلع، فمن المتوقع أن ترتفع مجدداً أسعار رحلات الطيران ووسائل التنقل بين بريطانيا وأوروبا بعد أن كانت أقل سعراً وأصبح لها سوقٌ تنافسي عالٍ، ومن المتوقع أن يصل الاختلاف سعر المكالمات وتعرفة الاتصالات، خاصة الدولية منها أو التي تكون على وضعية التجوال. وستظهر من أبرز المشاكل عند غير البريطانيين أو الاوروبيين لاحقاً صعوبة تحصيل تأشيرةِ السفرِ الموحدة في هذه الحال، فأصبح السفر لبريطانيا سيحتاجُ تأشيرةً مختلفةً عن تأشيرة دخول أوروبا. ومع أن النتائج التي طرأت بعد عملية الانسحاب ارتفع سعر الذهب عالمياً بنسبة 4.6% ليصبح في أعلى سعر له منذ عام 2014، بحيث توجه منذ البارحة المستثمرون إلى خياراتٍ أكثر أماناً مثل السندات عوضاً عن الأسهم أو الجنيه الاسترليني. الفوائد للعرب تقل نسبة التوريد للسوقِ الأوروبية بدرجة كبيرة مع انسحاب بريطانيا عن الاتحاد الأوربي، وبذات الوقت سيقل استيراد بريطانيا من أوروبا مما يعني فتح سوقٍ جديدة وتنشيطها مع بريطانيا في العالم، ومن المتوقع أن يكون أبرز مكانٍ للاستيراد والتصدير الخيلج ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. انخفاض تكلفة المعيشة داخل البريطانيا، وارتفاع تكاليف السفر من أوروبا إلى بريطانيا من المتوقع أن يؤدي إلى همودٍ في السفر بينهما، ومن ثم تخفيض سعر تذاكر السفر ومتطلباته، مما سيسهل على غير الأوروبيين السفر وزيارة بريطانيا بشكلٍ أسرع وأسهل وأرخص. تتعامل الدول العربية بشكلٍ رئيسي في عمليات استيراد وتصدير الغاز والنفط مع الدول التي تتعامل بالدولار وليس الجنيه الاسترليني، مما ضمن عدم وجود خسارة كبيرة بعد انخفاض سعره. ويعتقد إدوارد تشارتون المختص المصرفي حسب مقابلةٍ أجراها مع صحيفة "الاقتصادية" السعودية بأن وأضاف ل "الاقتصادية" بأنه من غير المتوقع أن يتم سحب الودائع المالية العربية في المصارف البريطانية، لأن لندن ستظل - حتى في حالة الخروج من الاتحاد - مركزًا ماليًا عالميًا، ولن تفلح حتى العقوبات الأوروبية المتوقعة أن تنال من مكانتها المالية، بل يمكن للودائع العربية في المصارف البريطانية أن ترتفع قيمتها إذا تواكب الانسحاب من الاتحاد الأوروبي مع موجة من الكساد الاقتصادي، أو قيام الأوروبيين بسحب رؤوس أموالهم من بريطانيا، أو تراجع حاد في قيمة الاسترليني.