قال محلل اقتصادي عربي يقيم في لندن إن دخول بريطانيا في حالة من الركود الاقتصادي، كما هو متوقع حالياً بسبب الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، سوف يؤدي إلى الكثير من الانعكاسات على الاقتصاد العالمي، بما في ذلك على العالم العربي بشكل خاص، مشيراً إلى أن "نتائج الاستفتاء أدت إلى هبوط أسعار النفط بنسبة 6% في الساعات، وهو الأمر الذي إن استمر فسوف يعني تراجع إيرادات دول الخليج النفطية". وبحسب المحلل العربي فإن الهزة التي تعرضت لها أوروبا وبريطانيا الجمعة يتوقع أن تنعكس سلباً على تداولات أسواق الأسهم العربية والخليجية خلال الأيام المقبلة، وهو ما يعني أن الخسائر التي مني بها الأوروبيون سوف تزحف نحو المنطقة العربية، كما حصل عندما انهار بنك ليمان براذرز في أواخر العام 2008 وأدى ذلك إلى أزمة اقتصادية عالمية استمرت لسنوات. وبحسب بيانات صادرة عن هيئة التجارة والاستثمار البريطانية فإن التبادل التجاري بين بريطانيا والعالم العربي يُعتبر كبيراً ومهماً للطرفين، حيث تزيد قيمة الصادرات البريطانية إلى المنطقة العربية عن 18 مليار جنيه إسترليني، فيما تبلغ قيمة الواردات نحو 17.9 مليار جنيه إسترليني، وهو الأمر الذي يعني بأن بريطانيا تمثل سوقا مهمة للمنتجات العربية، ودخولها في ركود اقتصادي يعني انخفاض الطلب على البضائع العربية. وبحسب البيانات الرسمية فإن قيمة التجارة البينية بين بريطانيا والعالم العربي تبلغ 36.03 مليار جنيه سنوياً، وهذه الإحصائية لا تشمل الخدمات التجارية الاُخرى غير البضائع. وفور الإعلان عن نتائج الاستفتاء في بريطانيا هوت أسعار النفط بأكثر من 6% مسجلة انتكاسة كبيرة خوفاً من دخول المنطقة الأوروبية برمتها في حالة من الركود، وهو الأمر الذي إذا استمر فسوف يؤدي إلى تراجع إيرادات النفط بالنسبة لدول الخليج، بعد أن كانت قد تعافت من المستويات المتدنية التي وصلت إليها بدايات العام الحالي. وخلافا للخسائر الاقتصادية التي سيتكبدها العرب فإن العديد من المراقبين يؤكدون بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سوف يُعطي دفعة قوية لليمين في البلاد وفي دول أوروبا عموماً، وهو ما سيؤدي إلى تراجع المؤيدين للحقوق العربية في أوروبا.