تحل اليوم الذكرى 49 على هدم الاحتلال الصهيوني لحارة المغاربة بالقدس، من طرف العصابات العسكرية الصهيونية يوم 10 يونيو عام 1967، بعدما هدمت جرافات الاحتلال حارة المغاربة بأكملها، وهي واحدة من أقدم حارات القدس الأثرية، وكان مجموع المباني التي جُرفت آنذاك 135 بناءً أثريا. دعوة لحماية إرث المغاربة بالقدس رابطة شباب لأجل القدس بالمغرب، دعت عموم الهيئات والمؤسسات الرسمية والشعبية بالمغرب، إلى إحياء هذه الذكرى عن طريق تعريف الأجيال الصاعدة بميراث المغاربة في حماية القدس، والدفاع عنها منذ زمن هجمات الصليبيين إلى الاحتلال الصهيوني. واعتبر الرابطة، في بيان لها توصلت جريدة "العمق المغربي" بنسخة منه، أن "المقاومة الفلسطينية هي السبيل لتطهير الأرض من دنس الاحتلال الصهيوني"، مشددة على أن القدس ستظل هي قلب الأمة وعاصمة فلسطين من البحر إلى النهر. وأضافت في البيان الذي حمل شعار "في ذكرى هدم حارة المغاربة يتجدد عهد العودة"، أن هدم حارة المغاربة هي ذكرى أليمة تظهر همجية الصهاينة في تدمير ميراث المغاربة في القدس. وأوردت الهيئة المذكورة، شهادة محرر القدس صلاح الدين الأيوبي في حق المغاربة، بالقول "أسكنت هناك في مكمن الخطر على القدس، حيث الأرض اللينة، أسكنت قوما يثبون في البر و يفتكون في البحر، أسكنت من أستأمنهم على بيت الله، أسكنت المغاربة". حارة المغاربة قبل هدمها تقع حارة المغاربة غرب المسجد الأقصى، هدمتها سلطات الاحتلال الصهيونية عام 1970، وبلغ مجموع أبنيتها الأثرية نحو 135 أثراً تعود للعصر الأيوبي والمملوكي والعثماني، من جملة هذه الآثار المدرسة الأفضلية، مزار الشيخ عبد، زاوية المغاربة، وقد تحولت الحارة إلى ساحة لصلاة اليهود قرب حائط البراق (حائط المبكى الغربي)، الذي تم الاستيلاء عليه كأثر إسلامي الذي هو مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم. وتعتبر الحارة من أشهر الحارات الموجودة في البلدة القديمة بالقدس الشريف، وترجع شهرتها في عصرنا الحالي إلى الفعل الشنيع الذي أقدمت عليه قوات الاحتلال حين دمرت الحارة بكاملها وسوتها بالأرض بعيد احتلال القدس عام 1967م، وحولتها كاملة إلى ساحة سمتها (ساحة المبكى) لخدمة الحجاج والمصلين اليهود عند حائط البراق وذلك على حساب التاريخ والحق الثابت الراسخ في هذه المنطقة. وكانت هذه الحارة بالكامل وقفاً من الملك الأفضل بن السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير المدينة من الصليبيين، حيث أوقفها على المجاهدين المغاربة الذين شاركوا في الفتح وبقيت باسمهم، وعلى مر الزمان انتشرت فيها الأوقاف المتعددة من مدارس وأبنية ومصليات وزوايا وغيرها. الحارة هي أقرب الحارات للمسجد الأقصى المبارك وحائط البراق الشريف، وترجع أهميتها في التراث العربي الإسلامي إلى كونها الموقع الذي نزل فيه البراق الشريف الذي أسرى بالنبي العربي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج. زيارة المغاربة لحارتهم دأب المغاربة تاريخيا، على زيارة بيت المقدس منذ ما قبل الاحتلال الفرنجي لمدينة القدس سنة 493ه/1099م، فقد اعتادت جماعات من المغرب القدوم لبيت المقدس للتبرك بمسجدها والصلاة فيه، وتزايدت أعداد المغاربة والأندلسيين الذين فضلوا الاستقرار في هذه الديار المقدسة خصوصاً بعد استرجاع القدس من الفرنجة سنة 583ه/1187م، ومرةً أخرى بعد ضياع الأندلس سنة 898ه/1492م . وقد ساهم المغاربة في حركة الجهاد الإسلامي ضد الفرنجة وكان لهم دورٌ بارزٌ في فتح بيت المقدس وكسر شوكة الفرنجة في فلسطين، ولذلك طلب الناصر صلاح الدين الأيوبي من سلطان المغرب يعقوب المنصور مد يد العون وتزويده بأساطيل بحرية كي تُنازل أساطيل الفرنجة، فجهّز سلطان المغرب أسطولا كبيراً لمساندة الجيش الإسلامي في المشرق العربي. وقد أسكن الناصر صلاح الدين الأيوبي أعداداً من المغاربة في بيت المقدس بعد انتصار المسلمين في معركتي حطين وفتح بيت المقدس على الفرنجة، ثم أوقف الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين المساكن المحيطة بحائط البراق على مصالح الجالية المغربية المجاورة في القدس بُغيةَ التسهيل عليهم في إقامتهم، ومنذ ذلك التاريخ أخذ هذا المكان من مدينة القدس يُعرف باسم حارة المغاربة .