لا يكاد يمر يوم في مصر دون أن يطالع المرء اجتهادا لإعلاميين مصريين لتفسير كيفية سقوط الطائرة المصرية في مياه البحر المتوسط، لكن الجديد هذه المرة، هو ترويج هذا الإعلام لنظرية إسقاط الطائرة بصاروخ إسرائيلي، وفي رواية أخرى: أمريكي، ما عدَّه خبراء وعسكريون ضربا من الخيال. المسلماني: ترجيح ثم تراجع وتناول أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي السابق لعدلي منصور، الرئيس المؤقت المعين من قبل العسكر، ملف سقوط الطائرة، مشيرا إلى وجود انقسامات في الرأي حول أسباب وقوعها، وهل الحادثة كانت بسبب ضعف التأمين في مطار شارل ديجول، أم لتورط إسرائيل فيها. وقال -في برنامجه "الطبعة الأولى"، عبر فضائية "دريم"- إن صاروخا إسرائيليا قد يكون سبب سقوط الطائرة المصرية، وذلك في أثناء مناورات عسكرية إسرائيلية يونانية أمريكية مشتركة في البحر المتوسط، موضحا أن هذه نظرية من النظريات المختلفة لسقوط الطائرة، في إطار اجتهادات واحتمالات مختلفة لتفسيره. وأشار إلى أن التيار الذي يرى أن إسرائيل متورطة في الحادث، يستند لاستنتاجات، وليس لمعلومات حقيقية، على عكس التقارير التي تفيد بضعف التأمين في مطار شارل ديجول، وفق قوله. وتابع: "وزير الدفاع الإسرائيلي ميشيل يعلون استقال من منصبه بعد 24 ساعة من حادث الطائرة، ما جعل البعض يرى أن إسرائيل كانت ضالعة في الحادث، إلا أن وزير الدفاع رفض، واستقال اعتراضا على الحادث، وتورط إسرائيل فيه". إلا أن "المسلماني" تراجع بشكل سريع عن ترجيحه احتمال "الصاروخ الإسرائيلي"، في مداخلة هاتفية مع وائل الإبراشي، ببرنامج "العاشرة مساء"، عبر فضائية "دريم"؛ بناء على اتصال جاءه من مصدر مسؤول، حسبما قال. وروى أن المصدر أوضح له أن هذا الاحتمال صعب وضعه ضمن الاحتمالات، لأسباب عدة، هي أن كلام وزير الدفاع اليوناني بشأن قيام الطيار بعمل مناورة لتفادي الصاروخ، لأن الطيارة المقاتلة نفسها من الصعب جدا أن تتفادى صاروخا صغير الحجم يأتي بسرعة عالية، وبالتالي فمن الصعب القيام بذلك على الطائرة المدنية. وأضاف المسلماني، نقلا عن المصدر المسؤول الذي اتصل به، أن ارتفاع الطائرة الكبير، يجعل الطيار لا يقود، ولكن يكون عليه مسؤولية الرؤية، والإدارة تكون آلية، وبالتالي فالحديث عن قيامه بمناورة كلام غير منطقي، بالإضافة إلى أن هناك ممرات جوية مدنية لا يمكن اقتحامها، وهذا مطبق في العالم كله بقوانين، فمن المستحيل أن تقوم طائرات عسكرية بالدخول في ممرات مدنية، وإذا كان هناك ضرورة لذلك، فلا بد من الحصول على إذن من أبراج المراقبة بشكل رسمي، وبالتالي نستبعد أن تكون أصيبت بصاروخ من طائرة مقاتلة. وأوضح المصدر، بحسب المسلماني، أنه لا تجرؤ أي دولة على اقتحام الممرات المدنية؛ لأن هذا الأمر مراقب مدنيا، وأن هذا من الممكن أن يتسبب في أزمة دبلوماسية كبرى، مشيرا إلى أن المناورات المشتركة لا يكون بها إطلاق ذخيرة حية، وبالتالي لن يحدث أن صاروخا إسرائيليا أصاب الطائرة المصرية، حسبما قال المسلماني. النبأ: التفجير تم بصاروخ أمريكي وفي سياق غير بعيد، نقلت صحيفة "النبأ" الأسبوعية، في عددها الصادر الجمعة، عن مصادر لم تسمها قولها إن حادث الطائرة "المنكوبة" لم يكن نتيجة "خلل فني"، ولكنه كان بسبب صاروخ أمريكي أطلق من القاعدة العسكرية الأمريكية في اليونان، ما كان سببا في إسقاط الطائرة في البحر المتوسط، وتحطمها بالكامل. وأضافت المصادر، بحسب "النبأ"، أن الوضع السياسي في المنطقة هو السبب وراء هذا الحادث؛ لا سيما بعد التعاون بين مصر وفرنسا، ومبادرة "السلام الدافئ" التي أطلقها السيسي مؤخرا؛ لإعادة الحوار الفلسطيني الإسرائيلي مرة ثانية إلى الساحة السياسية الدولية، مضيفة أن اليونان تحاول التستر على واقعة استهداف الطائرة بصاروخ أمريكي. ونفت المصادر إمكان وضع كاميرات مراقبة متصلة بالأقمار الصناعية على متن الطائرات، لتتم مراقبة ما يحدث بداخلها، إذا سقطت أو تعرضت للاختطاف؛ نظرا لأن هذه التكنولوجيا لم يتم التوصل لها حتى الآن، مشيرة إلى أن على متن الطائرة صندوقين أسودين، أحدهما في مقدمة الطائرة يسجل الحديث بين قائد الطائرة ومساعده، والآخر في "ذيل" الطائرة. وأكدت المصادر اتصال الحاسب الآلي داخل الطائرة ب"سيرفرين"؛ أحدهما تابع لشركة "إيرباص" بفرنسا المصنعة للطائرة، والآخر تابع لشركة الصيانة التابعة لها الطائرة، منوهة إلى أن هذا الحاسب أرسل إنذارا يفيد وجود دخان على متن الطائرة، وأرسل الجهاز أربع رسائل خلال أربع دقائق، ثم انقطع الاتصال، موضحة أن هذا ينفي وجود أي خلل فني حدث بالطائرة؛ نظرا لأن الخلل أو العطل الفني يستغرق نصف ساعة، حينها يستطيع الطيار إرسال إشارات إغاثة، وإذا حدث عطل فني في هذه المنطقة فكان يمكن للطيار الوصول إلى القاهرة، ولم تسقط الطائرة. وتابعت المصادر بأن الدخان انبعث بعد استهداف الطائرة ب"صاروخ"، اصطدم بكابينة الطيار، ما أدى إلى انبعاث دخان، مشيرة إلى أن الشركة المصنعة للطائرة رصدت هذا الأمر بدقة، فضلا عن تأكد الأجهزة الاستخباراتية من رصد الصاروخ، الذي تم تحديد موقعه وخروجه من القاعدة العسكرية الأمريكية الموجودة في اليونان. خبراء: كلام خيالي لكن خبراء ومتخصصين استبعدوا تماما فكرة إسقاط الطائرة بصاروخ، سواء إسرائيلي أو أمريكي. وقال العميد طيار "محمد ساري"، مدير إدارة التخطيط والعمليات الأمنية بميناء القاهرة الجوي، إن فرضية أن تكون الطائرة "المنكوبة" تم إسقاطها بصاروخ أمريكي خرج من القاعدة العسكرية الموجودة باليونان، هو حديث بعيد عن الدقة، مؤكدا أن أجهزة الرادارات تستطيع رصد أي جسم حربي قد يستهدف الطائرة. وفي السياق نفسه، أكد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، وقائد الجيش الثالث الأسبق، اللواء عبد المنعم سعيد، أنه لا بد من انتظار نتيجة التحقيقات الجارية حاليا لمعرفة أسباب سقوط الطائرة "المنكوبة". وأضاف أن الحديث عن إسقاط الطائرة بصاروخ أمريكي مجرد نوع من أنواع الخيال، مشيرا إلى أن مناقشة أي فكرة حول إسقاط الطائرة المصرية لا بد أن يكون مستندا إلى حقائق معينة لا تقبل الشك، وفق قوله. عربي21