تشارك غالبية مساجد بلجيكا في فعالية الأبواب المفتوحة التي ستنظم بالبلاد يومي 4 و5 يونيو المقبل، وفقاً لما نشر موقع "دي.اي" الإخباري. ولعل أبرز مساجد البلاد مشاركة في هذه التظاهرة، مساجد منطقة مولنبيك، ضاحية العاصمة بروكسيل، التي أثارت تساؤلات عديدة لدى المواطنين البلجيكيين بعد إيقاف المشتبه به الرئيس في اعتداءات باريس الإرهابية، صلاح عبد السلام، بأحد شوارعها. وعلى الرغم من دحض متخصصين لفكرة تجنيد الشباب المتوجه إلى سوريا من داخل المساجد، فإن أماكن العبادة الخاصة بالجالية المسلمة ما تزال تتصدر الصفحات الأولى للجرائد وتقارير وسائل الإعلام المرئية. وكدليل على انفتاحها ورغبة منها في محاربة المناخ المعادي للإسلام المتزايد، قرر أزيد من عشرين مسجدا في ضاحية مولنبيك المشاركة في تظاهرة الأبواب المفتوحة التي ستنظم خلال يومي 4 و5 يونيو المقبل. وانطلاقا من هذا الحدث الذي سينظم بفضل النائبة عن حزب الخضر، سارة تورينو بمساعدة من العمدة فرانشواز شيبمانز، المكلفة بأماكن العبادة، وجه قادة الجالية المسلمة دعوة إلى سكان بروكسيل من أجل حضور صلاة مشتركة والمساهمة في ورشات عمل وندوات نقاش مع القادة الدينيين في جو من الألفة والتآخي داخل المساجد حيث سيقدم لهم الشاي والحلويات الشرقية. وإذا اعتادت بعض أماكن العبادة الخاصة بالمسلمين على فتح أبوابها خلال مناسبات معينة، كعيد الأضحى مثلا، كما يحرص مسجد الخليل على ذلك، الذي يعد أكبر مساجد البلاد بطاقة استيعابية تبلغ حوالي 1500 مصل، فإن هذه التظاهرة تثير إعجاب العديد من المواطنين نظرا لعدد المساجد المشاركة فيها. وأكدت غالبية مساجد البلاد للسلطات المحلية مشاركتها في هذه الفعالية، وتتزامن هذه التظاهرة للمساجد مع الأبواب المفتوحة التي تنظمها كنائس منطقة مولنبيك، فالمسؤولون يرغبون في أن يتعرف سكان منطقة مولنبيك على أماكن العبادة الخاصة بالمسلمين والمسيحيين في اليوم ذاته تشجيعا منهم على التعددية الثقافية والدينية. وقالت النائبة سارة تورين "مع كل ما يذكر في الأخبار حاليا، نسمع كل شيء وأي شيء عن المساجد" مضيفة "كنا نفكر في تنظيم أبواب مفتوحة منذ مدة، لأن الفرد يخشى بطبيعته كل ما يجهله، لذلك فهذه المبادرة ستتيح للراغبين في التعرف على المساجد، تحقيق رغبتهم". وعلى مستوى الجالية المسلمة، ذكر محمد العروسي، من مسجد الخليل، أن "المساجد تظل مفتوحة أمام جميع الأفراد في كل وقت من السنة، فليس هناك ما تخفيه الجالية المسلمة وبوسع المواطنين التأكد من ذلك". وللتذكير، فإن الجالية المسلمة في بلجيكا، عانت كثيرا بسبب تداول وسائل الإعلام الوطنية لصورة سلبية عن حي مولنبيك واصفة إياه "بمنبع تطرف الشباب" في البلاد و"مصدر المجندين إلى سوريا والعراق".