تمثل الإيماءات مستقبل التحكم في وظائف السيارة، وهي تهدف في المقام الأول إلى سلامة وراحة سائق السيارة؛ حيث تتعرف هذه التقنيات الحديثة على رغبات السائق حتى قبل الإفصاح عنها. وتعد شركة “فولكس فاغن” الألمانية من الشركات الرائدة، التي اعتمدت هذه التقنية الجديدة في سياراتها، فضلاً عن التخطيط لإدراجها بموديلات يتم إنتاجها بشكل قياسي. ومن هذه النماذج، التي كشفت عنها العملاقة الألمانية، الأيقونة E-Golf Touch، والتي كانت بمثابة اختباراً لنظام العرض والاستعمال الجديد. وبصورة خيالية تتغير البيانات على شاشة العرض بإيماءة مسح بواسطة يد السائق. وبدون أية لمسات تظهر في قائمة التشغيل مقاطع جديدة أو يقوم معرض الصور بعرض الصورة التالية. ممنوع اللمس وبذلك تدشن “فولكس فاغن” الجولة التالية في المعركة القائمة لتقليل مكونات مقصورة القيادة تحت شعار “ممنوع اللمس”؛ والذي سيكتب فصل النهاية لمفهوم النقر بالإصبع على الشاشات اللمسية المستوحى من الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب اللوحية كعنصر تحكم مركزي في السيارة. ولم يكن استخدام هذه التقنية في الكاميرات وأجهزة الاستشعار عن قرب لتحليل الحركة وترجمتها إلى أوامر لنظام المعلومات والترفيه بالأمر الجديد بشكل كامل، ولكن الأمر اختلف هذه المرة مع فولكس فاغن، التي تعتبر أول منتج للسيارات يعتمد على هذه التقنية بشكل قياسي في سيارة إنتاج بأعداد كبيرة. وأوضح مطورو الشركة الألمانية أن هذه التقنية تعد بدور بارز في المستقبل. وكي يتم التحكم في تدفق المعلومات في ظل الاتصال المتزايد بشبكة الإنترنت بالسيارة، ولتحقيق أقصى قدر من التجارب التصميمية، لابد من الاستغناء بشكل كبير عن الأزرار والمفاتيح، والتحول إلى التقنيات التي لا تحتاج إلى التحكم باللمس. وخطت بي إم دبليو هي الأخرى خطوة على نفس المضمار بالإعلان عن الموديل القياسي من الفئة السابعة، الذي يزخر بهذه التقنية. ولكن سيارة الصالون الفارهة تتعرف على الإيماءات عن طريق بضعة إشارات من الأصابع؛ حيث يمكن قبول المكالمات الواردة أو رفضها عن طريق حركة باليد، كما يمكن أيضاً التحكم في شدة الصوت، وتنشيط القائمة الرئيسية. وقال ماركوس بيرينت، المطور لدى بي إم دبليو، إن هذا المفهوم الجديد لاستعمال السيارة والتحكم فيها يعد خطوة إضافية على طريق اللهجات المختلفة في لغة الاستخدام، والتي تقف جنباً إلى جنب مع الطارة الدوارة iDrive، ولوحة التحكم اللمسية، والمفتاح، ونظام الاستعمال عن طريق الأوامر الصوتية. وفي هذا الإطار أعلنت شركة باناسونيك المغذية لصناعة السيارات عن مقصورة قيادة اختبارية، والتي من المتوقع أن تدخل جدول الإنتاج القياسي خلال هذا العقد. وتستوعب كاميرتان بالأشعة الحمراء 15 حركة من حركات اليد، والتي من خلالها يمكن على سبيل المثال اختيار القوائم المفردة، وتوزيع المعلومات على شاشات مختلفة، وتغيير محطات الراديو، والتحكم في شدة الصوت. وعلى أية حال فإن هذه المفاهيم السابقة جميعها تتطلب ترك السائق للمقود، ويعتقد دورتى أيمرز كلوزه من شركة بوش أن الإيماءات لابد أن تكون مستخدمة وواضحة. توجيه نظري وأرادت شركة فاليو تجنب هذا كله لتستبدل الإيماءات بالتوجيه النظري؛ حيث تقوم كاميرات برصد اتجاه نظر السائق لترجمة أوامره، فمثلاً يمكن بالنظر إلى أحد المفاتيح بشكل كامل لفترة معينة لتفعيل وظيفته. ويسجل ماتياس فيرت، من شركة أوبل الألمانية، تحفظات على التحكم بالنظرات في وظائف السيارة. وأشار فيرت إلى أن مفهوم الاستعمال في السيارة الرياضية الاختبارية GT Concept، يعتمد على لوحة لمسية بجانب أذرع التوجيه الخاصة بإشارات تغيير الاتجاه وغيرها، موضحاً أنه هذا المفهوم لا يقوم فقط على الحوار المستمر مع مركز OnStar لخدمات التليماتيك، والتي تحصل على جميع الإعدادات عن بعد، وإنما يتم هذا أيضاً عن طريق شبكة إلكترونية، تتعرف على رغبات السائق في كل كيلومتر. وبناءً عليه تصبح السيارة الرفيق الرقمي للسائق ،ومن ثم تحدد رغباته حتى قبل أن يفصح عنها.