تغزو الأجهزة الجوالة عالم السيارات حالياً، إذ تكتب الهواتف الذكية والحواسب اللوحية فصل النهاية للأزرار والمفاتيح لتوفر للركاب أقصى درجات الراحة والرفاهية عند استعمال وظائف السيارة المختلفة. ولكن هذا الاتجاه لا يزال يواجه عقبة كبيرة تتمثل في خطورة وقوع هذه الأجهزة في براثن قراصنة الإنترنت والحاسوب. شركة بنتلي وعادةً ما تظهر هذه الحلول التقنية في سيارات الفئة الفارهة، فمثلاً أعلنت شركة بنتلي عن تزويد أيقونتها Flying Spur الفاخرة بجهاز تحكم عن بعد خاص بالركاب في الخلف، وهو عبارة عن جهاز بحجم يقترب من علبة السجائر ويشبه الهواتف الذكية ومزود بشاشة لمسية. ويتيح للركاب في الخلف إنجاز بعض المهام داخل السيارة مثل التحكم في شاشات العرض المركبة في مخادع رأس المقاعد الأمامية، ومكيف الهواء وتحريك الستائر وضبط المقاعد وبرمجة نظام الملاحة وكذلك التحكم في بيانات كمبيوتر السيارة. وفي حين يحتاج المرء في سيارة بنتلي الفارهة إلى جهاز منفصل للتحكم في بعض الوظائف داخل سيارته، فإن مرسيدس تتيح لمقتني سيارتها من الفئة S الفارهة إمكانية التحكم في العديد من وظائف السيارة عن طريق الهاتف الذكي آيفون. وأوضح ميشائيل ألنر، المتحدث الرسمي باسم الشركة مرسيدس، أنه بعد تنزيل تطبيق خاص يمكن للركاب الجالسين في الخلف توصيل الهاتف الذكي بالسيارة عن طريق شبكة WLAN اللاسلكية، كي يتم التحكم في بعض الوظائف داخل السيارة مثل ضبط درجات الحرارة المناسبة أو اختيار الأغنيات المفضلة من المقاعد الخلفية. فولكس فاغن ولن تظل هذه الحلول التقنية المتطورة حكراً على السيارات الفارهة طويلاً، إذ أعلنت شركة فولكس فاغن الألمانية عن طرح الجيل الجديد من السيارة Passat من الفئة المتوسطة في الأسواق بحلول فصل الخريف المقبل، والذي يزخر بالعديد من الحلول التقنية، مثل توفير تطبيق خاص يثبته المستخدم على حاسبه اللوحي ليتمكن من خلاله من تصفح شبكة الإنترنت أو الاتصال بنظام المعلومات والترفيه الخاص بالسيارة عبر إحدى النقاط الساخنة (Hotspot) لشبكة WLAN اللاسلكية. كما يمكن إظهار نفس بيانات نظام المعلومات والترفيه على شاشة العرض في مقصورة القيادة على الحاسب اللوحي مثل خط السير لنظام الملاحة ووقت الوصول المحتسب. شركة أودي وخطت شركة أودي خطوة أبعد من ذلك، فبينما تتيح الشركات الأخرى إمكانية دمج الهواتف الذكية أو الحواسب اللوحية بنظام المعلومات والترفيه في السيارة، طورت الشركة الألمانية حاسباً لوحياً خاصاً بها. وقد قامت الشركة في بداية العام الجاري بعرض شاشتها الذكية (Audi Smart Display) خلال مشاركتها في فعاليات معرض CES للإلكترونيات بمدينة لاس فيغاس الأمريكية. وأوضحت الشركة الألمانية أنه يتم استخدام الحاسب اللوحي في السيارة كجهاز للتحكم عن بعد في مختلف وظائف السيارة. بالإضافة إلى أنه يمكن اصطحاب الحاسب اللوحي إلى خارج السيارة لتصفح شبكة الإنترنت أثناء الجلوس في المقهى، أو من أجل إنجاز مهام العمل مثل إدارة دليل العناوين أو المواعيد اليومية أو جهات الاتصال أو لاستخدامه في أغراض الترفيه كألبوم للصور الشخصية أو كمشغل موسيقى. ومع أن هذا الجهاز لا يزال نموذجاً اختبارياً، إلا أن الشركة الألمانية أوضحت أن تجهيز الموديل القياسي من السيارة Q7 بشاشة العرض الذكية لم يعد أمراً بعيد المنال. وبدافع الخوف من اختراق القراصنة لهذه الأنظمة أو بسبب التشريعات القانونية الحالية يقتصر المطورون على استخدام الأجهزة الجوالة في الموديلات القياسية لأغراض التحكم في سبل الرفاهية وأنظمة المعلومات والترفيه فقط. التحكم بالسيارة وفي المقابل يترك المطورون العنان لخيالهم في تصور إمكانيات الأجهزة الجوالة في عالم السيارات عند تصميم النماذج الاختبارية أو السيارات المخصصة للعرض. وتعد السيارة Vision Discovery الاختبارية، التي قامت شركة لاندروفر بعرضها في معرض نيويورك الدولي للسيارات مؤخراً، خير مثال على ذلك، حيث يمكن لقائدها النزول منها في الأراضي شديدة الوعورة والتحكم فيها عبر حاسبه اللوحي، تماماً كما يفعل جيمس بوند في أفلامه.