خالد السوسي كشف وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، عزم وزارته إنشاء مركز وطني يعنى بالتراث اليهودي بالمغرب والتعريف به، مؤكدا أن عدد اليهود من الأصول المغربية يتجاوز مليون يهودي منتشر في العالم. وقال الصبيحي، خلال كلمته في تظاهرة نظمها مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، بالمكتبة الوطنية بالرباط، أمس الأربعاء، إن المغرب عرف منذ عقود أسمى مظاهر التعايش بين المسلمين واليهود، والدليل على ذلك وجود مجموعة من الملاحات والمعابد متفرقة في العديد من المدن المغربية. ودعا الوزير إلى ضرورة الاهتمام بالموروث الثقافي اليهودي وإنمائه ومشاركته مع الجميع، لأنه يدخل ضمن الموروث الثقافي العام المغربي، مشيرا إلى أن العديد من الكتاب والمؤرخين المغاربة وثقوا من خلال مؤلفاتهم لتواجد اليهود بالمملكة، وقالوا إن التواجد اليهودي بالمغرب كان منذ ألفي سنة. وأكد عزم وزارته، ترميم معبد يهودي متواجد بالصويرة والذي سيحول إلى مركز يعنى بالتراث اليهودي المغربي، وقال إنه سيعرف النور خلال الأشهر القليلة المقبلة، مشددا على أن الهدف من المركز هو التعريف بهذا الموروث الثقافي، "وجلب اليهود المغاربة المتواجدين بالخارج من أجل التعرف على ثقافتهم وبلدهم الأم"، لأن "الحفاظ على الموروث الثقافي اليهودي هو حفاظ على الموروث الثقافي المغربي". وكشف الصبيحي عن تواجد مليون يهودي مغربي بالعالم، وقال رغم بعدهم عن وطنهم الأم "فإنهم متشبثون بهويتهم المغربية، ويفخرون بما وصل إليه المغرب من تقدم وحداثة وديمقراطية وحقوق الإنسان". بدوره قال سيرجي بيرديغو، الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، خلال تقديمه لكتابه "إعادة تأهيل مقابر اليهود بالمغرب.. منازل الحياة"، إن المغرب دليل واضح وحي على تعايش المسلمين واليهود في مكان واحد. وأضاف "أنا فخور بهذا العمل الذي يظهر جانبا من التعايش والتسامح بين المسلمين واليهود". كما عرفت التظاهرة عرض شريط وثائقي عن اليهود المغاربة في فترة الخمسينيات من القرن الماضي والذي أخرجه سيرجي ومارك بيرديغو بعنوان "يا حسرة دوك الأيام"، حيث كشف الشريط عن مجموعة من العادات والتقاليد اليهودية، وعن الحرف والمهن التي كانوا يشتغلون فيها، وبعض المزارات والمعابد التي كانت موزعة في مجموعة من المدن، مبرزا مجموعة من مظاهر التعايش والانسجام التي كانت تعرفها مختلف مكونات المجتمع المغربي في تلك الفترة. وسلط الشريط، أيضا، الضوء على الحالة الاجتماعية التي كان يعيشها اليهود المغاربة خلال فترة الخمسينيات، وكشف أيضا عن الفترة التي عرفت تواجد 22 ألف يهودي بفاس، و16 ألف بمكناس، و4 آلاف يهودي في كل من صفرو وتطوان. وكشف الشريط عن احتكار اليهود في تلك الفترة للصناعة التقليدية ومهن الحدادة والنجارة وكذا التجارة، خصوصا بمدينة مراكش. كما عرفت تظاهرة "نظرات حول اليهودية بالمغرب" حضور العديد من رجال الدين اليهود وسفراء الدول الأجنبية بالمغرب من بينهم سفيرة كندا، وروسيا، وألمانيا، والاتحاد الأوروبي، وتركيا، وفلسطين، وبولونيا، والأرجنتين، وكلومبيا، والأردن، والولايات المتحدة، وبريطانيا، إضافة إلى تمثيليات عن الأحزاب وأساتذة باحثين وفعاليات المجتمع المدني.