أعرب أمين عام مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب سيرج بيرديغو عن حزنه العميق لرحيل شمعون ليفي الأمين العام لمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي الذي توفي صباح الجمعة بأحد مستشفيات الرباط. وقال بيرديغو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "تأثرنا بشكل كبير لرحيل شمعون ليفي الذي كان جزءا من عالمنا". وأشار، خلال تقديمه التعازي الحارة، باسم الطائفة اليهودية بالمغرب، لزوجة الفقيد وأبنائه وجميع أفراد عائلته، إلى أن "المغرب في تنوعه، سيحتفظ بذكرى شمعون ليفي، وسيحتفظ في ذاكرته باحترامه لهذا المناضل والصديق والمعلم والشريك، وفي كلمة واحدة الإنسان". وأشاد بمناقب الفقيد "المناضل والوطني والمدافع عن القضايا العادلة والحرية والديمقراطية والإنصاف"، مضيفا أن مسار المناضل شمعون ليفي "سيتذكره الجميع لكونه ظل متواجدا في جميع الجبهات، عندما كانت تنتهك كرامة الإنسان". وأبرز سيرج بيرديغو في هذا الصدد صفات وأنشطة الفقيد في صفوف الطائفة اليهودية بالمغرب، وخاصة "إخلاصه في الحفاظ على القيم العريقة للتراث اليهودي المغربي المتجذر بالمملكة". وشدد على أن شمعون ليفي "تعبأ لضمان اندماج جيد لطائفتنا وتمكينها من الاضطلاع بدور في إشعاع المملكة المغربية". وذكر بيرديغو بأن الفقيد كان قد فطن إلى أن إعادة هيكلة طائفتنا لم تكن لتتم إلا من الداخل. لذا، انخرط في مجلس الطوائف ولجنة الطائفة بالدار البيضاء التي أصبح أمينها العام. كما التزم بالعمل من أجل الحفاظ على موروثنا الثقافي، وانخرط روحا وجسدا في هذه المغامرة المثيرة التي شكلت معركته الأخيرة". "وبالإضافة إلى ذلك، يقول بيرديغو، قاد شمعون بحكمة مؤسسة التراث اليهودي المغربي المعترف لها بالنفع العام، وبث الحركية داخل المتحف اليهودي بالدار البيضاء، وهما مؤسستان أحدثتا بمبادرة من طائفتنا ومثلهما بتحمس كبير لأزيد من عشر سنوات، مؤسستان لهما صيت عالمي لجديتهما ودعمهما للتراث الوطني والكوني". وأضاف بيرديغو أن " شمعون، رجل التوافقات البناءة، لم يكن يقبل كل ما قد يبدو له تواطؤا أو مسا بأخلاقه. كان شمعون أحد رجال السياسة الذين أدركوا عمق التحولات العالمية وكان يناضل من أجل المقاربة الواقعية والمثمرة التي قادت إلى توافق ديناميكي تولد عنه التناوب وجميع الإنجازات الديمقراطية " بالمغرب. وأضاف "وفي انسجام مع مجموع المواطنين المغاربة، تعبأ للدفاع عن وحدة أقاليمنا الصحراوية وقدم الكثير من أجل الدفاع عن هذه القضية الوطنية". وأبرز بيرديغو من جهة أخرى انخراط شمعون ليفي ودفاعه عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولة ذات سيادة وقابلة للحياة.