أفتتح هذا المقال بقول الريسوني في حق الإمام الجويني: "الأعمال التأسيسية مهما تكن قلتها و محدوديتها، و مهما يكن من قصورها و عدم كفايتها، و مهما يرد عليها من ملاحظات و استدراكات، فإنها تظل أعمالا عظيمة لا يأتي بها إلا العظماء المبدعون". ولاشك أن هذه القولة تنطبق على أستاذنا أحمد الريسوني ، ومن خلال احتكاكي ببعض مؤلفاته وجدت بعض العبارات التي تشير إلى بعض إسهاماته في هذا العلم، وهذه من أبرز الأعمال التأسيسية الذي جاء بها الريسوني في المقاصد: تحديده مجالات العقل في إدراك وتقدير المصالح: تكلم العلماء عن إمكانية إستعمال العقل في إدراك المصالح ، ولما جاء الريسوني حدد للعقل ثلاث مجالات في ذلك : التفسير المصلحي للنصوص؛ تقدير المصالح المتغيرة والمتعارضة؛ تقدير المصالح المرسلة؛ استخراجه القواعد المقاصدية: للريسوني فضل السبق في استخراج القواعد المقاصدية من مظانها، ويعتبر بذلك أول من طرق هذا الباب.يقول:"وقد كانت هذه أول خطوة في استخراج القواعد المقاصدية وتصنيفها وهي التي مهدت الطريق لخطوات مماثلة، تجاوزت الاستخراج والتصنيف إلى الشرح والدراسة"[3] ثم جاء بعده اليوبي في كتابه " مقاصد الشريعة وعلاقتها بالأدلة " والكيلاني في "قواعد المقاصد عند الإمام الشاطبي .." كما له كتاب اسمه : " قواعد المقاصد قواعده وفوائده" تحديده لمسالك الاجتهاد المقاصدي: يعتبر الريسوني من أوائل من حدد أهم مسالك الاجتهاد المقاصدي ، وهذا مايستفاد من قوله :" فإن هذه هي المناسبة الخاصة ، لجمع ماتفرق من هذا الموضوع ، وإضافة ما يمكنني الآن إضافته ...وهوأمرلاتخفى صعوبته وخطورته ، ولكن لابد من اقتحام العقبة، ولو في مرحلة أولى منها . والاعتماد على العلماء يشجع ويساعد "[4] وقال في موضع آخر :" فلتكن تلك المحاولة ، خطوة في الطريق ،إن أحسنت فبها ونعمت ، والافلتكن إثارة وتحفيزا لمن يستطعون خوض الموضوع وضبطه "[5] وحدد هذه المسالك في: النصوص والأحكام بمقاصدها الجمع بين الكليات العامة والأدلة الخاصة 3 جلب المصالح ودرء المفاسد 4 اعتبار المآلات. تقسيمه لكليات القرآن: قسم الريسوني كليات القرآن إلى أربع كليات، وظاهر من عبارته أن هذ التقسيم من وضعه ، حيث قال : " والمعتمد عندي حتى الآن ، هوتصنيفها إلى أربعة أصناف ... لم يكن عندي نموذج سابق أبني عليه "[6] وهذه الكليات هي : الصنف الأول: الكليات العقدية الصنف الثاني: الكليات الخلقية الصنف الثالث: الكليات التشريعية الصنف الرابع : الكليات المقاصدية وهذاهو الذي يهمنا هنا وقسم كليات القرآن المقاصدية إلى مايلي : ليبلوكم أيكم أحسن عملا (الابتلاء ) التعليم والتزكية 3 جلب المصالح ودرء المفاسد 4 ليقوم الناس بالقسط (إقامة القسط) هذه بعض الاسهامات التي وقفت عليها للدكتور أحمد الريسوني في علم المقاصد، كما لاأنسى دفاعه عن استقلالية علم المقاصد، ولو استقلالية نسبية ، بحيث أنه استجمع شروط استقلالية أي علم من : أعلام ، وقواعد، ومؤلفات، ومصطلحات، وموضوعات... --- * مقتطف من بحثي الموسوم ب: "قواعد المقاصد عند الدكتور أحمد الريسوني" في إطار أولمبياد المقاصد بكلية الشريعة أكادير ، دورة الدكتور أحمد الريسوني2014 . [2]من أعلام الفكرالمقاصدي للريسوني، ط1 14242003 ص: 12 [3]موسوعة معلمة زايد، المقدمة الرابعة عشر ص:13 [4]نظرية المقاصد للريسوني ص: 335 [5]نظرية المقاصد ص:359 [6]الكليات الأساسية للشريعة الإسلامية للريسوني ص: 63 ومابعدها