دعا صحفي "إسرائيلي" بارز حكومة بنيامين نتنياهو، إلى استغلال استعداد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للتنازل عن الأراضي المصرية مقابل الدعم المالي، من أجل حل الصراع مع الشعب الفلسطيني عبر إقامة دولة فلسطينية في سيناء. وقال حجاي سيغل، رئيس تحرير صحيفة "ميكورريشون"، المقربة من نتنياهو: "لقد أظهر تنازل السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير أن العرب لا يقدسون الأرض، لقد تنازل السيسي عن الجزيرتين مقابل المال". وأضاف سيغل، في مقال نشرته الصحيفة اليوم: "قبل عامين أظهر السيسي استعداده لقبول إقامة دولة فلسطينية في سيناء، وهذا يدفعنا للقول إنه بالإمكان التوصل لاتفاق مع السيسي ومع السلطة الفلسطينية حول إقامة هذه الدولة هناك مقابل مبلغ محترم من المال". وبلهجة لا تخلو من الاستخفاف بالسيسي، واصل سيغل مقاله قائلا: "يجب أن تحتكم فكرة إقامة الدولة الفلسطينية في سيناء إلى معادلة: الأرض مقابل الشواكل (الشيكل هو العملة الإسرائيلية)". ويشار إلى أن سيغل كان ضمن عناصر التنظيم الإرهابي اليهودي الذي خطط لتدمير المسجد الأقصى في ثمانينيات القرن الماضي، علاوة على تنفيذه تفجيرات أدت إلى قتل وجرح العشرات من الفلسطينيين، ومن بينهم رؤساء بلديات فلسطينيين في الضفة الغربية. وكانت إلئيت شاحر، المراسلة السياسية لإذاعة الجيش "الإسرائيلي"، كشفت قبل عامين، النقاب عن أن السيسي عرض على كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إقامة دولة فلسطينية في سيناء مقابل تنازل الفلسطينيين عن الضفة الغربية. وعلى الرغم من أن مصر والسلطة الفلسطينية قد نفتا النبأ فإن وزراء "إسرائيليين"، مثل وزير التعليم نفتالي بنات، أكدوا تلقي "إسرائيل" العرض المصري. من ناحيته، قال تسفي مزال، سفير الاحتلال الأسبق في القاهرة، إن السيسي الذي يعي حجم الضائقة الاقتصادية التي يواجهها نظامه "مستعد للتنازل عن احترام مصر وكرامتها، وللمس بالدستور المصري، من أجل المتطلبات المالية". وفي تقدير موقف نشره اليوم "مركز يروشليم لدراسة الجمهور والدولة"، الذي يرأس مجلس إدارته دوري غولد، وكيل وزارة الخارجية، فقد نوه مزال إلى أنه على الرغم من أنه "لا يوجد احتمال أن تستغل السعودية سيطرتها على جزيرة تيران في التضييق على الملاحة "الإسرائيلية"، فإن التحولات التي يشهدها الإقليم يمكن أن تعيد خلط الأوراق بشكل يضر بأمن إسرائيل ومصالحها". يذكر أن مزال يعد من أكثر النخب اليمينية في إسرائيل حماسا للانقلاب الذي قاده السيسي، حيث نشر 15 دراسة حول إسهامات الانقلاب في تحسين مكانة "إسرائيل" الاستراتيجية، علاوة على عرضه الكثير من المقترحات الهادفة إلى دعم نظام السيسي ماديا وسياسيا ودعائيا.