قال الكاتب المعروف عبد الباري عطوان ،أنّ المملكة العربية السعودية تقدم على "مغامرة" تتسم بالكثير من الخطورة في إصرارها على عدم خفض الانتاج النفطي لامتصاص الفائض في الأسواق، لأن تكاليف هذا القرار السياسي قد تكون باهظة في المدى المنظور. الكاتب لمَّح ،في مقال تحليلي ،للتداعيات المُؤلمة جراء إبقاء معدل إنتاج مُنظمة "أوبك" في حدود 30 مليون برميل يومياً ،على الأوضاع الداخلية لبعض الدول المُصدرة للنفط كروسيا وايران وفنزويلا والجزائر وكذا العراق. واعتقد عطوان، بأن "وزير النفط السعودي السيد علي النعيمي الذي حمل استراتيجية بلاده هذه الى اجتماع منظمة (أوبك) نصف السنوي في فيينا نجح، بالتهديد والوعيد، في فرض وجهة نظر بلاده على نظرائه، في إبقاء معدل الانتاج للمنظمة (30 مليون برميل يوميا) على حاله دون اي تخفيض، وتكريس دورها كلاعب أساسي مُهيمن في قطاع النفط ومنظمته، ولكنه نجاحٌ قد يكون مؤلماً لما يمكن أن تترتب عليه من نتائج سياسية بالنظر الى الدول المتضررة من هذا النجاح وعلى رأسها روسيا وايران وفنزويلا والجزائر والعراق". واسترسل الكاتب المخضرم في قوله "أن السعودية، وبكل بساطة، قررت استخدام سلاح النفط، ولكن ضد روسيا وايران بالدرجة الاولى، وبتنسيق كامل مع الولايات لمتحدة الامريكية بهدف تركيع هاتين الدولتين بسبب تدخل الاولى عسكريا في أوكرانيا، ودعم الثانية للنظام السوري وتمسكها بحقها المشروع في تخصيب اليورانيوم ورفضها تقديم تنازلات في مفاوضات فيينا الأسبوع الماضي حول طموحاتها ومنشآتها النووية". وللإشارة ،فإن فنزويلا بدأت ،أمس الجمعة ،في تطبيق سياسة تقشفية عاجلة كرد فعل منها على تراجع عائدات البلاد من تصدير النفط الذي يمثل 96 في المائة من مداخيل الدولة ؛إذ قال الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو"، إنه "لابد وأن يتقبل هو ومسؤولو الحكومة الآخرون خفض رواتبهم في إطار تخفيضات في الميزانية". يُشار أخيراً الى أن كل من فنزويلا والجزائر ضغطتا داخل "أوبك" للوصول بسعر النفط إلى 100 دولار للبرميل ،دون أن تفلحا في ذلك؛ ليستمر مُسلسل هبوط سعر الذهب الأسود في السوق العالمية بشكل يُثير مخاوف حقيقية لدى مسؤولي البلدين.