بات سكان مدينة اليوسفية في الآونة الأخيرة أكثر عرضة لعمليات الاحتيال التي يتفنن في تنفيذها بعض شباب المدينة، مستغلين في ذلك طيبوبة المواطنين وروح التكافل والمساعدة التي تطبع معاملات اليوسفيين، واستفحلت الظاهرة بعمد هؤلاء الشباب إلى استجداء المواطنين بطلب مساعدة مالية قصد التزود بالبنزين الذي سيمكنهم من العودة بدراجاتهم النارية إلى أهاليهم سواء بقرية سيدي أحمد أو قرية المزيندة أو أحد المداشر المجاورة للمدينة، في محاولة لكسب تعاطف الناس ومن ثمة إسقاطهم في فخ الاحتيال. وفي حديث مع أحد المواطنين الذي طالته هذه الصيغة الاحتيالية الجديدة، أوضح "أن الأمر يتعلق بشاب يمتطي دراجة نارية، ذي تسريحة شعر كالتي ابتلي بها شباب اليوم، لا تبدو على قسماته أثر النصب والاحتيال، يتقدم بأدب جم طالبا يد المساعدة في تزويده بالبنزين وهو يشير إلى نضوب خزان وقود الدراجة" يتوقف المتحدث عن الكلام بابتسامة عريضة قبل أن يسترسل كاشفا عن سذاجته وهو يرى الشاب المستجدي، بعد أن أخذ المساعدة، يُشغّل دراجته بنشوة بادية على محياه، وكأنه يقول بلسان حاله "وداعا أيها المغفل". وفي ذات السياق، تساءل أحد الفاعلين الجمعويين عن دور الجهاز الأمني إزاء مثل هذه الظواهر وفعاليته في محاربتها أو على الأقل الحد من انتشارها، الذي قد يفرز ممارسات إجرامية أخرى مشكلة بذلك مصدر تهديد فعلي للمجتمع. ودعا الناشط الجمعوي مكونات المجتمع المدني المحلي إلى القيام بحملات توعوية ضد عمليات الاحتيال بجميع أصنافه واستهداف وعي أفراد المجتمع والتركيز على الأسس التربوية السليمة قصد إنقاذ الشباب والحدّ من ظاهرة تفريخ الإجرام.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة اليوسفية تعرف في مناسبات مختلفة عمليات إجرامية تتفاوت خطورتها بين قتل واعتداء وسرقة، ما جعل بعض الأصوات تتعالى مطالبة بالحزم الأمني وتكثيف الدوريات.