وقفت حائراً يوم أمس السبت فاتح نونبر 2014 وأنا أتابع حادثة وفاة المرحومة بإذن الله نجاة جاغاني بعد أن دخلت للمستشفى وهي تحمل بين أحشائها جنينا أرادت إخراجه للحياة ، وكان أملها أن تجد الأيادي النظيفة الطاهرة داخل جناح الولادة بمستشفى محمد الخامس لتساعدها وتُخرج الرّوحَ مِن الرّوحِ ، لكن وللأسف لم تسلم بسبب الإهمال ولا واحدة من الروحين ... رحم الله نجاة وجنينها ورزق أهلها الصبر والسلوان . وفي تداعيات الأحداث وبعد دخول الصحافة على الخطّ كان جواب السيد وزير الصحة على تساؤلات إحدى الجرائد الإلكترونية الوطنية بقوله أنه أجرى اتصالا بمدير المستشفى الإقليمي بأسفي وقال له أن استقبال السيدة كان عاديا ووفاتها كانت بسبب مرضها وليس الإهمال !! يا لرجاحة عقلك يا وزير، بهذه البساطة.. اتصلت بالمدير فقال كذا وكذا ، ورَفعت الجلسة ؟ أهكذا تدير وزارتك وتُسيّر مصالحها وتعالج مشاكلها .. بالهاتف ؟؟ ألا تظنّ أن هذا استخفاف بعقول الآسفيين بالخصوص والمغاربة بشكل عام ؟ . ماذا تنتظر أن يكون الجواب من مدير المستشفى، هل سيقول لك أنهم السبب و يستحقّون العقاب ؟... ما هكذا تُدار الأمور يا وزيرنا المحترم ، لأن القضية تتعلّق بإهمال وليس الأول من نوعه ، ونتيجتُهُ إزهاق أرواح وما أدراك ما أرواح ، فالمطلوب فتح تحقيق عادل ونزيه والنزول على عجل إلى هذا السجن - المستشفى - و تقصّي حقيقة ما جرى وما يجري وذلك بفُجائية وليس بسبق إخبار حتّى ترى الأمور بعين الحقيقة كما نراها كل يوم وساعة ، والمطلوب إشراك الفاعلين الحقيقيين الذين تُهمّهم المدينة و أرواح أبنائها بعيدا عن مرتزقة الفساد ...إلا إذا كنت يا وزيرنا تعتبرنا مُغفّلين فتحجُب شمس الفساد المستشري في هذا المستشفى بغربال الاتصال –النُّكتة - فهذا شأن آخر ، وكلامنا فيه مُختلف حيث نقترح عليك والحالة هذه أن تُحوّل مقرّ وزارتك إلى مركز اتصال وتُتابع المؤسسات التي تحت إمرته بالهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي و يقتصر دورك على : " ألو .. ، و جيم و بارطاجي ، وسيبريمي .. " . وليكن في علمك يا صاحب الصِّحّة أن حال هذا المستشفى وبالخصوص جناح الولادة كارثي يشيب لهول ما فيه الولدان ، فالداخلة له مفقودة والخارجة منه مولودة و الفارّة من وَيْلاته سعيدة والمُضطرّة لخوض غماره لفقرها وقلّة حيلتها شقيّة تعيسة .. سوء تدبير وإهمال كبير و رشوة وفساد و هذه الأمور ظاهرة غير خفيّة يعرفها الصغير والكبير ، ولكن أَسَفِي عميق على مدينة لم تسلم نساؤها وهنّ في أضعف حالاتهنّ عند الولادة من جحيم الزبونية و نار الفوضى التي تُعشّش في جناح الولادة هذا دون حسيب أو رقيب و يا ويل من سوّلت له نفسه الكلام !! هذا بلاغ أرفعه إليك و أنت المسؤول الأول على ما يحدث في هذا المستشفى و غيره من مستشفيات المغرب الحبيب ، فضع سمّاعة هاتفك و انطلق بحزم لوقف هذا النزيف ، واعلم أنّ مقاربتك الهاتفية لن تحلّ مشكلا ولن تكشف حقيقة لأن القاضي لا يبني الحكم على شهادة المُتّهم إلا أن يكون هذا القاضي مُتحيّزا فتلك إذن مسألة أخرى .