يشكل تثمين وحماية التراث البحري الرهان الرئيسي للمعرض البيئي التربوي المتنقل "البحر .. المحطة الأخيرة" حول إشكالية النفايات البلاستيكية بالوسط البحري الذي سيفتتح يوم غد الجمعة. وقال عبد الرحيم الكسيري، رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، في ندوة صحفية نظمت مساء اليوم الخميس بالدارالبيضاء، إن هذا المعرض، الذي ينظم بشراكة مع مؤسسة دروسوس السويسرية، ومتحف التصميم بزيورخ، يشكل جزء من مشروع دولي كبير، يسعى إلى التعريف بحجم وأبعاد ومخاطر التلوث المتزايد للنفايات البلاستيكية بالمحيطات، التي يطرح منها ما يقارب 6,5 مليون طن سنويا. وأضاف السيد الكسيري أن هذا المعرض، الذي سينظم بمركز التربية البيئية، يروم تحسيس الرأي العام بأهمية الاستخدام المسؤول للبلاستيك، من خلال توعية وتغيير سلوك المواطن تجاه تصرف بيئي مسؤول، خاصة وأن النفايات البلاستيكية بالمحيطات تتسبب في اختفاء أكثر من 100 ألف نوع حيواني سنويا. من جهته، أشاد فرانز فون داينكين، عضو المجلس الإداري لمؤسسة دروسوس السويسرية، بالشراكة المتميزة التي تجمع المؤسسة مع جمعيات مدنية مغربية وخاصة جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، في ما يتعلق بمجال حماية البيئة ومعالجة الكارثة البيئية الناجمة عن النفايات البلاستيكية في البحار التي تدخل بعد أن تتجزأ إلى قطع صغيرة بدل أن تتحلل في السلسلة الغذائية الأمر الذي يشكل عواقب خطيرة على الصحة. وأشار إلى أن هذا المشروع "الطموح"، الذي يسعى إلى تقديم النصائح حول تدوير البلاستيك وإعادة استخدامه، يندرج في إطار مشروع دولي يربط مؤسسة دروسوس مع مؤسسات وجمعيات شريكة، بأربع دول عربية هي مصر ولبنان والأردن والمغرب، الذي يحتضن حاليا هذا المعرض بثلاث مدن مغربية (الدارالبيضاء، تطوان وأكادير). ويتضمن هذا المعرض، الذي سيتواصل إلى غاية 13 يناير المقبل، برنامجا تعليميا وعلميا مهما لفائدة تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية وطلاب الجامعات والعموم، وعرض أفلام تعليمية وعلمية حول موضوع البحر، وورشات حول الممارسات المسؤولة وموائد مستديرة، وأنشطة بيداغوجية وفنية، بالإضافة إلى تقديم شهادات حية من غواصين وبحارة وجامعي النفايات. وتجدر الإشارة إلى أنه تم تصميم وتنظيم المعرض الأصلي "البحر .. المحطة الأخيرة، مشروع النفايات البلاستيكية" من قبل متحف التصميم بزيوريخ، وبالتعاون مع مؤسسة دروسوس في عام 2012، حيث انتقل المعرض خلال السنتين الأخيرتين بمجموعة من المدن الأوروبية وعرف زيارة أكثر من 200 ألف شخص.