احتفت الدورة التاسعة لمهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي التي انطلقت فعالياتها مساء أمس الجمعة بفاس بالمسرحي عبد الحق الزروالي الذي ارتبط اسمه بالركح منذ سنوات طويلة قدم خلالها العديد من الأعمال المسرحية التي أغنت الخزانة المسرحية المغربية . وقدمت خلال هذا الحفل الذي حضره العديد من الفنانين والمبدعين ورجال الثقافة والفكر كلمات أشادت بعبد الحق الزروالي الذي تحمل هذه الدورة اسمه وبإبداعاته باعتباره شكل إلى جانب اسماء مسرحية كبيرة أعمدة للمسرح المغربي بمختلف مدارسه وتجاربه الفنية . كما تميز الحفل الافتتاحي لهذه التظاهرة الثقافية والفنية التي ينظمها الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح تحت شعار " المسرح جسر فني لإشاعة قيم السلم والتسامح " بتقديم عرض مسرحي من طرف مجموعة من الشباب رسم في قالب فكاهي مسار الفنان المحتفى به وانشغالاته الإبداعية والفنية إلى جانب عرض شريط وثائقي رصد مجمل الأعمال الفنية التي قدمها عبد الحق الزروالي سواء على خشبة المسرح أو في السينما والتلفزيون . ومباشرة بعد الحفل الافتتاحي تم تقديم العرض المسرحي الأول ( الساروت ) لفرقة نادي المرآة بفاس والذي يندرج ضمن العروض المسرحية المقدمة في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان . وستعرف الدورة التاسعة لمهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي الذي يروم تفعيل حركية الفعل المسرحي بمدينة فاس والاحتفاء بالفرجة بمختلف تجلياتها مشاركة مجموعة من الفرق المسرحية من المغرب وتونس ومصر وفرنسا . ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الفنية الكبرى التي تنظم بشراكة مع ولاية الجهة والمجلس البلدي لمدينة فاس تقديم ثمانية عروض مسرحية منها ستة عروض ستقدم ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان بالإضافة إلى عرضين سيقدمان خارجها . وإضافة إلى مسرحية ( الساروت ) التي قدمت خلال الحفل الافتتاحي للمهرجان في إطار المسابقة الرسمية ستتبارى على جوائز المهرجان التي تحمل اسم ( برج النور ) مسرحيات ( يا ليل يا عين ) و ( رجل الخبز الحافي ) من المغرب إلى جانب مسرحيات ( الرجل الذي عاش واقفا ) من فرنسا و ( ماكبت ) من مصر و( شاردة ) من تونس في حين سيتم تقديم مسرحيتي ( الجدبة ) و ( رو .. بور .. طاش ) خارج المسابقة الرسمية للمهرجان . كما ستتميز دورة هذه السنة بتكريم مجموعة من الفنانين الذين ساهموا في النهوض بالفعل المسرحي سواء بمدينة فاس أو بالمغرب ككل وهم محمد فراح لعوان وعبد العالي امعيشي ( بونعناعة ) وأحمد جهيد . وفي الشق الأكاديمي سيعرف المهرجان تنظيم ندوة فكرية حول موضوع " أسئلة الهوية في المسرح المغربي " بمشاركة مجموعة من الباحثين والنقاد والمبدعين في المسرح إلى جانب تنظيم حفل لتوقيع 10 إصدارات جديدة جعلت من المسرح موضوعا لها سواء إبداعا او نقدا أو تنظيرا فضلا عن تنظيم محترفات مسرحية لفائدة الشباب والمحترفين . وكان حسن علوي مراني مدير المهرجان قد اكد في الحفل الافتتاحي لهذه التظاهرة أن الحركية المسرحية بالمغرب راكمت أعمالا كبيرة ومتوهجة ما انفكت تشيع قيم الديموقراطية وإرساء دولة الحق والقانون . وقال إن النقابة المغربية لمحترفي المسرح Ü فرع فاس تصر على تنظيم هذا المهرجان وترسيخه كموعد سنوي للتلاقي بين الفرق المسرحية محليا ووطنيا ودوليا للاحتفاء بأبي الفنون وتقاسم الخبرات واختبار التجارب والرؤى على اعتبار أن المسرح من الميادين الفنية التي تعرف تطورا مستمرا في الزمان والمكان باعتباره فضاء مفتوحا على البحث والتجريب .